فيما سيبدأ العام الدراسي الجديد تزامناً مع مرحلة انتقالية للتعليم في المملكة تحمل الكثير من المتغيرات في مكوناته الأساسية، كالتوظيف والمباني والمناهج واللوائح والأنظمة التعليمية، أكد الخبير التعليمي عوض الشمراني لـ«الوطن» أن من أهم هذه المتغيرات، ما حدث للمناهج الدراسية من تغيير جذري يتواءم مع رؤية 2030، حيث تركز المناهج على الرد على مزاعم الأتراك بأن المملكة لا تاريخ لها، حيث عددت انتصارات رجال المملكة على الدولة العثمانية وطردها من الجزيرة العربية لقيام دولة وسطية عادلة.

إعادة صياغة المناهج

قال الشمراني إن «وزارة التعليم رسمت خارطة الطريق لتوجهاتها المستقبلية، حيث بدأت بإعادة صياغة المناهج الدراسية، والتي يتم تدريسها في مراحل التعليم العام، بما يعزز الهوية الوطنية للمملكة، ويحقق الوسطية والاعتدال كمبدأ إسلامي راسخ في العبادات والمعاملات، وإرساء مبادئ التسامح والتعايش بين مكوناتها الاجتماعية المختلفة، ونبذ كل أشكال التطرف والتشدد».

تصحيح المفاهيم الخاطئة

أوضح الشمراني أن «المناهج الجديدة ضمت أهم المواجهات التي قادها حكام الدولة السعودية الأولى والثانية، فضلا عن التركيز على همة مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في التصدي للمعتدين ومواجهتهم، حيث عمدت وزارة التعليم إلى تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة والمغلوطة، التي لازمت أذهان أبنائنا الطلاب لفترات طويلة، بل وظلّت لعقود ضبابية وغير واضحة، خاصةً ما يتعلق بالجوانب الدينية والتاريخية».

وأضاف أن «الوزارة لم تكتفِ بتصحيح المفاهيم الخاطئة، بل بلورت صياغة مناهجها الجديدة بأساليب متنوعة تتوافق وطرائق التدريس الحديثة، من خلال الرسومات المصاحبة، والتي يكون فيها عنصر الجذب والتشويق عاملاً أساسياً لتثبيت المعلومات، والبعد عن الحشو العلمي غير المفيد، والذي يصعب على الطالب فهمه وإدراكه».

مادة العلوم الاجتماعية

أبان الخبير التعليمي أن «من بين المناهج الدراسية التي شملها التغيير بشكل جذري مادة العلوم الاجتماعية والوطنية، والتي تُعنى بالأحداث التاريخية وتوثيقها، حيث تصدّر تاريخ الدولة العثمانية في الجزيرة العربية مشهد التغيير، بعد أن تم الكشف عن الوجه الحقيقي لهذه الدولة، والذي ظل مغيباً لعقود من الزمن، وحتى يقف أبناؤنا الطلاب على مشهد التغيير لتاريخ الدولة العثمانية نسأل عمن غيّب حقيقة التاريخ العثماني في الجزيرة العربية كل هذه العقود، ومن جعل من الدولة العثمانية خلافة إسلامية؟ وللإجابة عن هذين التساؤلين نسترجع تصريحا سابقا للأمير خالد الفيصل عندما كان وزيراً للتعليم واصفاً التعليم بأنه»مختطف«، حيث كانت هذه الكلمة لها مدلولها العميق، والذي اتضح مع التعديل الجديد للمناهج الدراسية، فظهرت الحقائق وطُمست معالم التزوير لتاريخ تلك الدولة، وعليه يجب أن تنتهي الصورة النمطية للدولة العثمانية وهي أنها خلافة إسلامية».

الفئات الحزبية

كشف الشمراني أن «الفئات الحزبية والتي توغّلت في التعليم لحقبة من الزمن كان لها تأثير مباشر في تغييب التاريخ الحقيقي للدولة العثمانية، والمبالغة في تلميع تاريخها على أنها خلافة إسلامية، وكان ذلك على حساب تاريخنا الوطني وهويتنا الوطنية».

وشدد على أن «وزارة التعليم بهذا التغيير في مناهجها الدراسية رسمت طريقاً واضحاً لمنسوبيها من المعلمين والمعلمات، وعليهم مواكبة هذا التغيير، والقيام بدورهم المنوط بهم في دعم وترسيخ المتغيرات الجديدة لتلك المناهج للوصول إلى الهدف المنشود، وتنوير الأجيال القادمة بتاريخ بلادهم المشرف».

تفنيد الأباطيل

لفت الخبير التعليمي إلى أن «المناهج الجديدة لم تقتصر على توضيح الحقائق، وإنما قامت بتفنيد تلك المزاعم والأباطيل التي حرص المرجفون على اختلاقها وترويجها لتشويه المواقف السعودية تجاه القضايا العربية والإسلامية، ومن تلك المزاعم تزوير وثيقة بأن الملك عبدالعزيز باع أرض فلسطين للصهاينة، حيث عرّت المناهج الجديدة تلك المزاعم والأباطيل بالإثباتات الدامغة، وفندتها بعشر حقائق، كاشفةً بذلك جوانب التزوير في تلك الوثيقة».

وأكد بأن «الوقت حان لأن يتحرر التاريخ من أيادي أولئك العابثين الذين ضللوا بأقلامهم وفكرهم أجيالاً لسنوات طويلة لإبقاء صورة العثمانيين على غير حقيقتها الفعلية في الجزيرة العربية، وحتى يعلم أبناؤنا الطلاب حقيقة أفعالهم الإجرامية، وحقدهم الدفين تجاه الدولة السعودية، والذين ورّثوه لأحفادهم الأتراك والأحداث خير شاهد على ذلك».

عناصر تضمنتها المناهج الجديدة

تعزيز الهوية الوطنية، وتحقيق الوسطية والاعتدال

إرساء مبادئ التسامح والتعايش بين المكونات الاجتماعية المختلفة، ونبذ كل أشكال التطرف والتشدد.

تصحيح المفاهيم الخاطئة

الرد على مزاعم الأتراك

من مظاهر صياغة المناهج بأساليب تتوافق وطرائق التدريس الحديثة:

الرسومات المصاحبة، والتي يكون فيها عنصر الجذب والتشويق عاملاً أساسياً

البعد عن الحشو العلمي غير المفيد، والذي يصعب على الطالب فهمه وإدراكه.