أصبح رئيسا لبلدية السودة عام 1440 بعد أن كان مراقبا بمكتب خدمات الأمانة بالسودة عام 1437، إنه سعود لاحق الحارثي. بحضوره الطاغي، وجهده الكبير، وعمله المتواصل، استطاع أن يضع له بصمة شخصية، ويخلد لإدارته المكان المرموق والموقع المحدد على صفحة الشرف بين باقي الجهات الحكومية. اجتمعت فيه كل الإمكانات والخبرات التي جعلته يتحدى الوقت ويتجاوز الصعاب ويكسر العوائق، تلك الإرادة والكفاءة التي يمتلكها تجاوزت الخطط والأهداف بدقة إنتاجه وصرامة أدائه، حتى أصبح الإنجاز والتطوير المستمرين في الإمكانات والتجهيزات من السمات التي يتصف بهما، استطاع أن يكون من فريق العمل الذي تقوده خلية مترابطة ومنظومة متكاملة، تسير بخطوات ثابتة نحو الشراكة المجتمعية لما يخدم الصالح العام.

لم يكن يعلم أن عودته رئيسا لفرع بلدية السودة ستكون أمام اختبار صعب، ومواجهة حتمية، عاد للسودة وأمامه مسؤولية القيام بمهام وواجبات فرع الأمانة لتقديم الخدمات للمواطنين في ذلك المركز كما ينبغي أن تكون عليه، بالإضافة لذلك الدور الرئيسي جعلت فرع الأمانة أمام مسؤولية كبيرة من حيث مشاركتها وتعاونها مع انطلاق مشروع موسم السودة، والذي استلزم وجود ومشاركة أغلب الجهات الحكومية ذات الاختصاص، لإنجاز أكبر مشروع سياحي في المنطقة في أيام معدودات، إلا أن الحمل الأكبر والعبء العسير، كان من نصيب أمانة عسير، ولكن رهان أمين المنطقة الدكتور وليد الحميدي على رئيس فرع الأمانة بالسودة سعود الحارثي أمام إدارة موسم السودة، كان رهان الكبار وتحدي الأقوياء، والذي كسبه الحميدي من اللحظات الأولى ونال وسامه في الختام، وذلك من خلال جندي الأمانة سعود الحارثي، الذي بدأ العمل والتعاون مع إدارة موسم السودة بالإمكانات المحدودة والأفراد المعدودين واستطاع أن يتجاوز كل الصعاب، وهذا النجاح الذي حققه في الموسم، لم يكن على حساب عمل آخر بل كان بتنسيق وتوازن دقيقين بين دور البلدية لتقديم الخدمات في محيط مسؤولياتها والعمل الشراكي في جانب التعاون.

وفي منتصف موسم السودة خلال شهر أغسطس، كان مدير مشروع موسم السودة حسام المدني يتجول مع أمير منطقة عسير من خلال عربة الجولف على مناطق الفعاليات، حيث توقف أمير المنطقة بأحد المواقع لمصافحة الحضور والاستماع إليهم، وكان الحارثي بينهم وعند مصافحته الأمير علا صوت حسام المدني بقوله: «سمو الأمير هذا الشاب رجل الموسم والجندي المجهول الذي كان تعاونه سر النجاح ووجوده رمز الإنجاز».

نعم، إنه سعود الحارثي الذي ارتبط بتواجده مع فريق موسم السودة، حتى تحقق المراد، وذلك بتفانيه في العمل ومساعدة الآخرين، حيث لم يكتف بعمله بل نجده يقود المعدات بنفسه، ويشارك عمال النظافة عملهم، وتارة أخرى يقود سيارته للإشراف على مهمة أو توزيع العمل، وتيسير مطالب المواطنين في نطاق بلدية السودة بكل حماس. لذلك نعلم أن أمين عسير قد وضع الرجل المناسب الذي يعتمد عليه في المكان المناسب.