كانت رسالة المملكة العربية السعودية للأشقاء في اليمن بعد أحداث الجنوب هي دفعة جديدة وأخرى تصب في مصلحة الأشقاء في اليمن، تحقن الدماء وتنهي الاقتتال، والجلوس للحوار وجها لوجه في بلاد الصلح وبلاد الخير المملكة التي لم تطلق نداءها للأشقاء إلا من منبع الأخوة والمحبة، والحرص على جمع الشّمل وعدم إعطاء الفرصة للمتربصين بالأمة اليمنية، ولإيقاف نزيف الدم اليمني الغالي.

هذه الدعوة جاءت في وقتها شعورا من المملكة أنها الجار المخلص الذي يخاف على جاره، والذي يؤلمه ما يؤُلمهم في وقت نحن أحوج ما نكون إليه من وحدة الصف والتئام الجرح الذي نزغه الشيطان وأعداء اليمن بين الأخوة في الجنوب، واليمن الواحد هو مؤشر قوي أمام ميليشيات الحوثي الذي أربك المشهد اليمني بانقلابه على الشرعية.

ونحن اليوم نحتاج إلى تلبية فورية للجلوس للتصالح وحل الخلافات الطارئة التي نزغها الشيطان، كما قلت، وليس فيها مصلحة لأحد إلا ضرب اليمني بأخيه الآخر، وقد جرّب اليمنيون ويلات الحروب على مدى سنوات طويلة عطلت التنمية ورفعت سقف الفقر في هذا الجزء الغالي من وطننا العربي الكبير، فأين العقلاء في اليمن؟ أين الحكماء إن كانت الحكمة يمانية؟ أين البلغاء والفصحاء في بني قومي من أهل اليمن؟.

إننا نناشد الأشقاء في اليمن أن يستجيبوا لصوت الحكمة والعقل الذي نادت به المملكة بقيادتها الحكيمة، خصوصا أننا استمعنا إلى استجابة المجلس الانتقالي وإحسانهم إلى بعضهم بسحب عتادهم وقبولهم وقف الاقتتال، إذا لزاما علينا أيها اليمنيون أن نجلس إلى كلمة سواء بيننا كما حكى ذلك القرآن الكريم «قل تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم»، والمعنى تؤكده الآيات القرآنية «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما».

من هنا جاءت الدعوة الكريمة من أشقائكم في المملكة ومن المخلصين الذين يريدون لليمن أن يكون سعيدا هادئا مستقرا حتى تنجلي سحابة الصيف التي أثارها الانقلابيون الحوثة أعداء الدين والملّة، وهذا ما أفرحهم عندما حدثت الاشتباكات في الجنوب دون مبرّر، والكل يدرك أن المرحلة الحساسة التي يعيشها اليمنيون تتطلب فرض وقف الاقتتال مهما كانت الأسباب، ليتفرغ الجميع لمعركة مهمة وهي طرد الحوثي واستقرار اليمن بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا ما يقوم به التحالف بقيادة المملكة، والذي قامت على أساسه عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ليشعر اليمنيون بالاستقرار، أما أن يحدث خلاف بين الأخ وأخيه في لحظات يتوجب معها الوحدة لإزالة الميليشيات المدعومة من إيران من المشهد والجلوس على طاولة المفاوضات، والبحث عن مخرج يرضي الجميع على أساس المرجعيات وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها 2216، والحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وكل ما يدعو إلى استقرار اليمن بكافة طوائفه ومكوناته، فهذا غير مقبول، فهل يسمع العقلاء في اليمن ويستجيبون لنداء الحكمة، ونرفع عن اليمن هذه الأزمة الماحقة التي لا يعود معها هذا الحراك إلا لمصلحة أعداء الأمة من الحوثي وميليشيات إيران قاتلهم الله أنى يؤفكون.