بعثر الطيران الأميركي الخطط الروسية التركية في محافظة إدلب السورية، وظهر ذلك جليا في الغضب الروسي جراء الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد قياديي تنظيم جهادي في المحافظة، الأمر الذي جعل روسيا تتهم واشنطن بأنها "عرضت للخطر" وقف إطلاق النار في المحافظة.

استخدام عشوائي للطيران

قال الجيش الروسي إن الولايات المتحدة نفذت ضربتها من دون "إخطار مسبق للجانبين الروسي والتركي"، معتبرا أن الخطوة الأميركية "استخدام عشوائي للطيران" العسكري.

وتابعت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "الضربة خلفت الكثير من الدمار والضحايا في المناطق التي طالتها"، متهمة واشنطن "بتعريض نظام وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب للخطر".

وقتل في الضربة الأميركية 40 قياديا من الميليشيا المسلحة على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

استهداف القاعدة

قال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل إيرل براون: إن الهجوم شمال مدينة إدلب استهدف قادة جماعة "تنظيم القاعدة في سورية"، التي تحملها واشنطن مسؤولية شن "هجمات تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء".

وقد جاءت يوم سريان وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا ووافقت عليه دمشق في إدلب، التي تتعرض منذ أربعة أشهر لقصف أدى إلى مقتل 950 مدنيا، فيما تحاول قوات نظام بشار الأسد استعادة السيطرة في عملية برية على مواقع استراتيجية في المحافظة.

وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات النظام في 8 أغسطس هجوما بريا، تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية والتوسّع جنوبها، حيث سيطرت على بلدات عدة في ريف حماة الشمالي وطوقت نقطة المراقبة التركية في مورك.

منطقة حصار

يرى عدد من المحللين أن إدلب باتت منطقة حصار متفق عليها من قبل روسيا وتركيا بحيث تستدرج فيها الميليشيات المسلحة وتحاصر، ومن ثم يتم الاتفاق معهم على هدنة ونقلهم إلى محافظات قريبة من إدلب ومن ثم يتم تصفيتها عن طريق الغارات الجوية وغيرها من تكتيكات الحرب المعروفة، بالإضافة إلى محاصرتها في الشمال من قبل الجيش التركي.

ويعيش في إدلب ثلاثة ملايين شخص، وهي خاضعة لسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام الجهادي (النصرة سابقا)، كما تتواجد فيها فصائل أخرى.

وانهار وقف آخر لإطلاق النار أعلن مطلع أغسطس، بعد أيام من إعلانه، علما أن المحافظة ومحيطها مشمولة باتفاق أبرمته روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر 2018، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل، على أن تنسحب منها المجموعات الجهادية، إلا انه لم يُستكمل تنفيذ الاتفاق.

هدوء نسبي

ساد الهدوء محافظة إدلب أمس، حيث يأخذ النظام وحليفه الروسي بالحسبان "وقف إطلاق النار من جانب واحد" تجاه الميليشيات المسلحة والفصائل المقاتلة، على الرغم من حدوث مناوشات محدودة أودت بحياة خمسة مقاتلين، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ صباح السبت، بعد أربعة أشهر من القصف الدامي، الذي أودى بحياة أكثر من 950 مدنيا وهجوم بري، سمح للنظام باستعادة مناطق استراتيجية، بحسب المرصد.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "لا يزال الهدوء النسبي سيد الموقف في عموم المنطقة، تتخلله عدة قذائف تسقط بين الفينة والأخرى، فيما لا تزال طائرات النظام السوري والضامن الروسي متوقفة عن استهداف منطقة خفض التصعيد، منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

4 أشهر من القصف الدامي

مقتل 950 مدنيا

هجوم بري سمح للنظام باستعادة مناطق إستراتيجية

هجم لطائرات نظام الأسد بغطاء روسي

تؤوي إدلب ومحيطها نحو ثلاثة ملايين نسمة

المناطق القريبة تشكل معاقل للفصائل المعارضة