بدأت عدد من المظاهرات العارمة في رسم ملامح المشاكل التي تمر بها بعض البلدان، ووفقا لمجلة "نيوزويك" الأميركية فقد تشكلت تلك المظاهرات بشكل واضح في بريطانيا وهونج كونج وروسيا، وذلك لأسباب أبرزها التأييد للديموقراطية وتحديد المصير وغيرها من الملفات الشائكة.

المملكة المتحدة وبريكست

تحدث المظاهرات في أرجاء المملكة المتحدة ضد قرار بوريس جونسون، لتعليق البرلمان في الفترة التي تسبق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست".

وتوجه آلاف المحتجين إلى الشوارع من أجل "إيقاف الانقلاب" ليس فقط في لندن، وإنما كذلك في المدن التي تتضمن مانشستر وليدز ويورك وبلفاست.

مجموعة صغيرة من مكافحي المتظاهرين يتظاهرون دعما لرئيس الوزراء، كذلك ظهروا في مشهد المحتجين المتجمهرين في الشوارع التي تحيط بالمكاتب الحكومية.

من جانبه، قال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في مسألة بريكست ميشال بارنييه في مقال نشر أمس في صحيفة "صنداي تلجراف" إنه "غير متفائل" بشأن إمكانية تفادي بريكست بلا اتفاق مع بريطانيا، مؤكدا أن بروكسل لن تُدخل تعديلات على الاتفاق المطروح حاليا.

إلغاء رحلات مطار هونج كونج

استخدمت شرطة هونج كونج الغاز المسيل للدموع، والرصاصات المطاطية والمدافع المائية يوم السبت، من أجل تفريق الحشود التي تحدث لمنع الاحتجاجات.

وتم التخطيط للاحتجاج كي يمثل الذكرى السنوية الخامسة، منذ أن قامت بكين باستبعاد إجراءات الانتخابات الديموقراطية الكاملة في المنطقة الإدارية الخاصة بالصين، بعض المتظاهرين قاموا بإشعال النيران، وإلقاء القنابل الحارقة على شرطة مكافحة الشغب، كما قاموا كذلك بالهجوم على مبنى البرلمان.

وحاول آلاف المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية أمس قطع المنافذ المؤدية إلى مطار هونج كونج، الذي ألغى نحو 15 رحلة، وذلك غداة يوم جديد من الاحتجاجات، التي كانت من بين الأكثر عنفا منذ بداية التحرك.

وألغيت 16 رحلة على الأقل، وفق ما أكدت إدارة المطار على الموقع الإلكتروني الخاص به، فيما اكتظت محطة المغادرين بمسافرين متأخرين، واجهوا صعوبات في الوصول إلى المطار.

وعلّق مشغلو "إيربورت إكسبرس" خط القطار السريع الذي يصل بين ثامن أكثر المطارات الدولية في العالم ازدحاما، ومركز المستعمرة البريطانية السابقة، خدماتهم دون أن يقدموا تفسيرات.

وقام متظاهرون يرتدون الأسود ويختبئون خلف أقنعة ومظلات للتخفي من كاميرات المراقبة بتشييد حواجز في محطة حافلات المطار.

وتشهد المستعمرة البريطانية السابقة منذ ثلاثة أشهر أخطر أزماتها السياسية منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، حيث تشهد تحركات شبه يومية للتنديد بتراجع الحريات والتدخل المتصاعد لبكين في هونج كونج.

مظاهرة جديدة للمعارضة الروسية

توجه آلاف الروسيين إلى شوارع موسكو المركزية في يوم السبت من أجل المطالبة بالانتخابات الحرة للهيئة التشريعية لمدينة العاصمة في يوم 8 سبتمبر، متحدين الحظر الذي قد تم فرضه بالاعتقالات العنيفة خلال الاحتجاجات السابقة هذا الصيف.

ويطالب المتظاهرون من مرشحي الحزب المعارض بأن يُسمح لهم بالوقوف في الانتخابات، بعد أن تم منعهم من المشاركة، كما يطالبون الآن بإطلاق سراح النشطاء، الذين تم اعتقالهم في الاحتجاجات الماضية.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشر ناشطون من موسكو صورا لمدافع مائية، قالوا: إنها نشرت على طول خط المظاهرة المقررة التي سميت بـ"المسيرة ضد القمع السياسي".

وطلب سياسيون معارضون إذنا لتنظيم المسيرة لكن طلبهم رفض، ولم يسبق أن أثارت انتخابات موسكو اهتماما كبيرا من الرأي العام، لكنها تحولت خلال الشهرين الماضيين إلى أكبر أزمة سياسية في روسيا، منذ موجة المظاهرات المناهضة لعودة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الكرملين في 2011 و2012.

وأطلقت السلطات تحقيقا واسعا في "اضطرابات" قد يؤدي إلى إصدار أحكام بالسجن لمدة طويلة بحق بعض المشتبه بهم، كما أوقفت آلاف الأشخاص.

وأطلق تحقيق آخر بحق منظمة نافالني المناهضة للفساد التي أصدرت عدة مقاطع فيديو تشير إلى أن العديد من المسؤولين في بلدية موسكو، التي يرأسها سيرجي سوبيانين حليف بوتين، متورطون في فضائح فساد.

أبرز مظاهرات الديموقراطية العالمية

- لندن: احتجاج على قرار تعليق البرلمان قبل "البريكست"

- هونج كونج: التنديد بتراجع الحريات والتدخل المتصاعد لبكين

- موسكو: المطالبة بالانتخابات الحرة للهيئة التشريعية للعاصمة