مع ظهور ريادة الأعمال صاحبها ظهور المحاسبة الريادية التي تساهم في بناء الريادة التي تستشرف المستقبل والمتغيرات الاقتصادية سواءً على مستوى المؤسسات الكبرى أو المنشآت الصغرى.

عُرفت المحاسبة الريادية بأنها رفع معدل الكفاءة الإنتاجية والتميز المؤسسي في واقع عمل يهدف إلى مستقبل واعد، وذلك يتم من خلال ضبط الحسابات واستخراج النسب والمؤشرات للمؤسسة والقيام بتحليل مالي يبرز مهارة الريادة المحاسبية التي تقدم تصوراً عميقاً لواقع اقتصادي قادم للمؤسسة، هذا التصور تقام بناء عليه علاقات الثقة بين العملاء والمساهمين والمستثمرين والموردين.

وتقوم مراكز ومعاهد ريادة الأعمال بدعم المحاسبة الريادية من خلال دعم التوجهات الريادية التي تسعى إلى إكساب مهارات قيادية في المؤسسات المحاسبية الخاصة مثل «مكاتب الاستشارات المالية ومكاتب المحاسبة القانونية»، وتسهم هذه الجهات في إيجاد أنظمة محاسبية تحدد الخلل في المنشأة الذي قد يؤدي إلى موت المنشأة أو المؤسسة الريادية. تسعى المحاسبة الريادية إلى التصحيح والتدقيق من خلال مؤشرات المحاسبة المتجددة.

ولا تغفل المعاهد والمراكز الداعمة لريادة الأعمال عن بناء معايير محاسبية متطورة لتحدد المركز المالي وتستخرج نتائج مالية عالية الجودة تتماشى مع التغيرات المستقبلية.

تساهم المعاهد في تطوير البيئة التنظيمية للمعايير المحاسبية بفروعها (المالية، الإدارية والتكاليف، الضريبة والزكاة، المحاسبة الحكومية)، وجميعها تهدف إلى رفع مستويات الحوكمة في المؤسسات.

وتقوم من خلال التخطيط المالي بتلبية احتياجات الأسواق المالية، ودعم الاقتصاد الوطني لإنتاج معلومات مالية تسهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية.

من خلال الممارسات الناجحة في مجال المحاسبة الريادية سينعكس ذلك على تحقيق توجهات رؤية 2030.

أما الريادة في القيادة، فالقيادة تعد الركيزة الأساسية في مختلف المؤسسات، وبها تُـرفع كفاءه المؤسسة أو تُسقط، وهي عبارة عن أنشطة يمارسها المسؤول مع أفراد المؤسسة من خلال تحفيزهم وتوجيههم نحو تحقيق أهداف المؤسسة. حديثنا عن الريادي في القيادة الذي يحقق المعادلة السحرية «للأداء العظيم في تسجيل أعلى معدلات النجاح».

القائد الريادي يُـدخل الجيدين للمؤسسة ويخرج غير المناسبين، ثم يمنح كل فرد منهم مكانه المناسب، يملك مزيجا متناقضا من تواضع الشخصية والقوة المهنية، ويقود المؤسسة بثقافة الانضباط وأخلاقيات القيادة، ويدفعها نحو التميز والتفرد بكل جديد، يتمتع بكل المهارات القيادية الإنسانية والفنية والذهنية.

الريادة في القيادة هي حلقة الوصل بين تحقيق الأهداف والخطط الإستراتيجية والموظفين، وهي تساهم في دفع عجلة تنمية وتطوير أفراد المؤسسة، إضافة إلى الاهتمام بشؤونهم والمحافظة عليهم؛ لأنهم من رأس المال في المؤسسة.

أيضًا الريادة توظف كل المتغيرات المحيطة وتستثمرها لصالح المؤسسة وأفرادها، وتعلم يقينـاً أن التفويض لا يلـغي مسؤوليتها وتفتح المجال أمام الجميع، وتعلم كيف تُحسن الحياة اليومية لأفرادها، وتُـؤكد دائمًا ثقتها بهم وما يملكونه من الإبداع والابتكار، وتشاركهم في تحويله إلى واقع ملموس، وتعترف بجهودهم بتقديم كل جديد ومختلف، وهي لا تغفل عن الاستدامة في تحسين الأداء، وتستخدم معايير حازمة كمؤسسة نخبوية تقفز من التنامي إلى الطفرة في تحقيق نتائج عظيمة من خلال عوائد تتصدر بها أعلى قوائم المؤسسات.