العملية الاتصالية التي جَدلها قائم على التحولات السريعة، بحيث يُصبح المُتَلقي قبل عملية الإرسال مُرسلا، وبعد عملية الإرسال مباشرة مُتلقيًا، عملية هندسية كامِنة يؤدي تنسيقها إلى رجع صدى محدد، باعتبار المرسل المسيطر والقائم بالاتصال هو حقيقة بدهية لا لبس فيها. وباعتبار المستقبل هو المُتَلقي في العملية الاتصالية فإنه سوف يقوم باستمرار الرد على المرسِل، وإعادة التَلاقي معه والتأثير فيه، سواء تمّ التأثير عن طريق الفرض بالقوة أو عن طريق المُحاكاة، فإنّ الهدف المحدد والأساسي للمُتلقي أن يجيب على مَن سأله، حتى لا يستجيب لمن لم يقصده. المُتلقي الذكي يتناقض، لأن التناقض يجعله يفكر بشكل أكبر بحيث تكون شكوكه أكثر من ثوابته.. بعكس المتلقي صاحب الفكر الخامل، أفكاره متشابهة دائمًا لا تغيرها الحيرة. ‏ولكل متلق مفاهيمه وأفكاره الخاصة، إما من حيث الدال أو المدلول، أو من خلال التفاعل مع العملية الاتصالية، حيث يظهر نوع المعلومات التي يحب كلّ مَن المرسل والمتلقي معرفتها والوصول إليها. فعندما ينتقد المتلقي الرسالة لا المرسل.. ينبغي أن يَعي المرسل حينما يكون متلقيًا للنقد، أن النقد رأي في ظاهرة ما، وما تحتويه هذه الظاهرة.. لا نقد شخصي بحد ذاته. البعض يتحرك من خلال الكلمة أو العاطفة.. لا بد أن نؤمن بوجود ذات والتي هي «المرسل»، اللاذات والتي هي «الرسالة»، فالأمر لا يتوقف فقط على العملية الاتصالية كونها تتكون من مرسل ورسالة ووسيلة ومتلق.. بل يتجاوز ذلك. فالأمر الأكثر أهمية..رجع الصدى الذي غالبا ما يكون اجتهادات، إما أن يكون عبارة عن آراء بين الخطأ والصواب، أو حقائق لا تشوبها شوائب. القوة التي تكمن في التعبير أو كتابة ظاهرة أو فكرة ما..هي أن يرى المرسل أن الوسيلة التي تتم بها العملية الاتصالية هي الطريق الوحيد لوصول الرسالة، دون أن تكون هناك ضمانات حقيقية لوصولها، فهناك ثمة تسليم جيد في مران، على أن ترجمة اللغة في قوالب تصب فيها المعاني أقوى من أن يخدر المرء صوت اللغة، في ظل تشكيك المرسل بحقيقة وصول الرسالة، أو في ظل تشكيك الوصول إلى رجع صدى بعينه. فاللغة هي التواصل، وكلما كان لدى المرسل فكرة أو ظاهرة يريد إيصالها إلى الجمهور «المتلقي»، زاد احتياجه إلى استخدام اللغة.