مع بداية كل سنة دراسية جديدة تضج مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تهدف إلى إثارة الضحك فقط، تعليقات متنوعة إما بسبب الإجازة وطولها كما حصل هذه السنة أو بسبب إجازة المعلمين الذين تمتعوا بإجازة مهما كان نوعها وطول مدتها كانت محل اعتراض عند الكثير من أبناء المجتمع خصوصاً الموظفين غير المعلمين. إجازة هذه السنة استمرت أربعة أشهر كما هو معلوم، لحقها وقبل بداية الدراسة بأيام تعليقات حقيقة لا تنم عن وعي ثقافي. ولا يدرك الكثيرون أن الظروف الاجتماعية والمناخية وكذلك الدينية لمجتمعنا لها دور كبير في الموضوع. وللإحاطة هذه السنة تكررت الإجازة على نفس الموال قبل ما يقارب ثلاثين سنة أي عام 1406 للهجرة. أولاً ليت الجميع يستوعب ما للمعلم من مكانة في العملية التعليمية وأنه الركيزة الأساسية، فلماذا هذا التحامل على المعلم وما يحظى به من إجازة تمتد لأربعة أشهر، ألا يعي الجميع أن العملية التعليمية تحظى بمقاييس ومعاير يحددها كما ذكرت الظروف المناخية والتضاريسية كما جاء في علم الإدارة التربوية. كل الظروف السابقة هي من اهتمام الحكومات لدول العالم ككل من أجل تسيير العملية التعليمية بشكل يتناسب مع الظروف. بالعودة لموضوع الرسائل التي أغرقت وتغرق وسائل التواصل الاجتماعي يمكن القول إن لها سلبيات كثيرة، فكل يوم أتصفح «تويتر» أرى ما يندى له الجبين، إذا تعاملنا مع هذه الظاهرة على أساس أنها ظاهرة سلبية. ذلك من خلال التأثير السلبي الذي من الممكن أن يقع على الطالب وما يسببه من خوف ورهبة لديه. عكس ما يجب عمله والتشجيع على العلم وطلبه، العلم الذي فيه رفعة ورقي الأمم كما قال الشاعر:

العلم يرفع بيتا لا عماد له.. والجهل يهدم بيت العز والشرف.

كنت حريصاً طوال فترة الإجازة، وعند اقتراب الدراسة على إيصال رسائل إيجابية لأطفالي، ومدى تأثير الفراغ فينا، واستغلال وقت الإجازة بالشيء المفيد، بدلاً من الاستغراق بالنوم حتى ساعات متأخرة من النهار. آخر أيام الإجازة انتابني خوف من تلك الرسائل المتداولة في المجتمع عن الدراسة وكيف يتم استقبالها. وحرصتُ كل الحرص على ألا يطلع على تلك الرسائل أحد من أطفالي، فقد أثرت فيه، فكيف بأطفال لم يبلغوا الحلم بعد، ولا يعرفون مصلحتهم في طلب العلم. من هذا المنطلق يجب على الجميع التشجيع على الالتحاق بالمدارس، ومساءلة كل من يصنع أو يرسل رسالة الهدف منها إثارة الضحك، ولا يعي خطورتها على أبنائنا وبناتنا الطلاب.