بداية فقدان الإحساس في أطراف أصابع القدم تصاحبه جروح تلقائية غير محسوسة، تنتهي بأن تحترق رجل المريض بالمدفأة أو بجمرة يطؤها وهو لا يشعر، يتضمنها مرض السكري المزمن، تنتهي بالبتر لإحدى القدمين أو كلتيهما، وربما للساقين، لا سمح الله.

صورة تتكرر كثيرا، وطالما بترنا من الأقدام والأرجل، والواقع أنها مشكلة لا تزال تتكرر في كثير من دول العالم. كل هذا لا جدال فيه، إنما المحزن هو أن هذا الأمر يمكن معالجته قبل حدوثه، ولكننا نلاحظ أن بعض مرافقنا الصحية ترمي به وبصحة مريضه عرض الحائط، ماضية إلى الإهمال واللامسؤولية.

لا شك أن ضبط معدل سكر الدم هو العلاج الأنجع لهذا، لكن إن حدثت جروح في قدم مريض السكري «تلقائية أو بسبب»، فإنه لا بد من انتشال المريض من براثن «الغرغرينا» Gangrene وهنا «مربط الفرس»!.

سأورد معلومة ربما يصدم بها كثير، ولعل وزير الصحة يرعى لها ناظرا: «إن مراكز الرعاية الصحية الأولية ليست هي مكان تعقيم تقرحات هذه الأقدام السكرية المصابة، وليس ممرض الرعاية الصحية الأولية مؤهلا لتطبيبها، كما أن الأدوات الموجودة في المركز الصحي لا تعقم هذه الجروح ولا تجدي فيها نفعا، بل بعضها محظور الاستخدام لقروح القدم السكري».

الملزمة الطبية الموجودة في مراكز الرعاية الأولية لا توجد بها نترات فضة Aquacel Ag hydrofibrs، ولا يوجد Farmactive silver spray، ولا لاصق لرفع الجروح وغيرها كثير، وكل هذا متوافر في مراكز السكري، إلا أنهم يقومون بإرسال المرضى إلى المراكز الصحية بشكل شفهي وبلا وصفة معتمدة، مع علمهم بأن المراكز الصحية الأولية لم تخصص لعلاج تقرحات القدم السكري أصلا، فلماذا؟!

الحل في نظري سهل ومتأتى، لكنه ضروري جدا، -فبما أن مراكز السكري أصبحت بهذا النمط- فلا مناص من تدريب أعضاء تمريض المراكز الصحية أو بعضهم على طريقة معالجة القدم السكري، ولْيَتم لزاما إمدادهم بالملزمة الطبية المناسبة لذلك، وإلا فإن الغرغرينا لا ترحم يا وزارة الصحة، ودمتم بصحة.