ماتزال عدة أسواق كبيرة «المولات» والمجمعات التجارية في العاصمة الرياض تمنع دخول الشباب إليها، لتعيد بذلك العبارة الشهيرة «ممنوع دخول العزاب» التي كانت سائدة لعقود، رغم أن الجهات المعنية في بعض المدن ومنها الرياض أصدرت قبل بضع سنوات قراراً بالسماح للعزاب بالدخول بشرط الالتزام بالآداب العامة واللبس اللائق. وأحدثت مثل هذه القرارات الارتجالية تذمر العديد خاصة أنها لا تستند لقانون محدد يسري على الجميع، حيث إن غالبية المدن تسمح بدخول العزاب، وكذلك في بعض المجمعات والحدائق، مما يؤكد أن قرار المنع يتخذ حسب أهواء القائمين على تلك المواقع وليس وفق نظام موحد.

التفاوض مع الحراس

وقفت «الوطن» على عدد من المجمعات التجارية في الرياض التي تمنع دخول العزاب إليها من بينها مول شهير شمال الرياض يوصد أبوابه أمام الشباب، من بينهم سعوديون وجنسيات خليجية وعربية، استغربوا منعهم من الدخول حيث تغلق البوابات بعدد من حرّاس الأمن، الذين يقفون حائلاً دون دخول المتسوقين ما لم يكونوا بصحبة عوائلهم أو أطفالهم، ويضطر الشباب للتفاوض مع الحراس ومحاولة إقناعهم بالدخول، ويستمر النقاش معهم طويلاً في مشهد لافت للمارة ومخالف لتوجيهات إمارة الرياض التي صدر عنها قبل عدة سنوات قراراً يقضي بالسماح بدخول العزاب للمجمعات التجارية.

رد المجمع

حاولت «الوطن» الوصول للمسؤولين عن قرار المنع في المجمع المذكور، إلا أنها لم تجد سوى إجابة واحدة «توجيهات وتعليمات الإدارة ونحن ننفذها». وحين تواصلنا مع الحساب الرسمي للمجمع على «تويتر» وسؤاله عن قرار المنع، أجاب أنه بحسب توجيهات الإدارة فإن المجمع يمنع دخول العزاب في عطلة نهاية الأسبوع فقط، التي تكون مقتصرة على العوائل، فيما يستقبل العزاب في باقي الأيام الأخرى.

وفي مجمع آخر زارته «الوطن» يتمترس حراس الأمن على كافة مداخله ومخارجه ويمنعون الدخول إليه، ويضطر الشباب لافتراش الأرصفة أو العودة من حيث أتوا. وبسؤال أحد المسؤولين عن المجمع قال إنهم يمنعون الدخول للمجمع بعد الساعة السادسة مساء، وذلك لمنع اكتظاظ المجمع بالشباب، متوقعاً أن يتم السماح بالدخول مع افتتاح «موسم الرياض» الذي سينطلق في 15 أكتوبر 2019 المقبل ويستمر ثلاثة أشهر.

تذمر

أعرب شباب التقتهم «الوطن» بينهم سعوديون وخليجيون، عن تذمرهم من هذه القرارات التي لا تستند لقانون محدد يسري على الجميع، حيث إن غالبية المدن تسمح بدخول العزاب، وكذلك في بعض مجمعات وحدائق العاصمة لا تمنع الدخول، مما يؤكد أن قرار المنع يتخذ حسب أهواء القائمين على تلك المواقع وليس وفق نظام يلتزم به الجميع ويحول دون التمييز بين الأفراد.

كما أشاروا إلى أن المرحلة التي تعيشها المملكة والتغيرات يفترض أن تختفي معها بعض القرارات التي عفى عليها الزمن ومن بينها منع العزاب الذين يرغبون بدخول مواقع التسوق والمطاعم والترفيه والسينما وهم ملتزمون باللبس اللائق ولا يخالفون الأنظمة، وهناك كاميرات تراقب سلوكهم وعقوبات رادعة تنتظر المخالفين منهم. وبالتالي ليس هناك مبرر لمنعهم من الدخول، كما أن قرار المنع يعكس صورة غير حضارية عن المملكة التي تسعى لجذب السياح إليها مستقبلا فكيف ستوصد أبواب الدخول في وجوه السياح والزوار، مطالبين الجهات المعنية بحل هذه الإشكالية.

تناقضات رد المجمع

- الرفض بسبب منع الاكتظاظ

- الرد الرسمي أوضح أن المنع في نهاية الأسبوع فقط

- رد آخر يقول إن الزيارة تمنع بعد 6 مساء فقط