من أمانة القلم المبادرة بالإرشاد إلى طريق الهداية المستقيم، ومن ذلك ما نلاحظه من اضطراب في مفهوم الوطنية عند بعض الناس، مما أبرز لنا بُعداً غائباً يجب علينا تحضيره وبيان الحق فيه.

فتجد من يفخر بنفسه وأبيه وأسرته وعائلته وحتى يشمل قبيلته وأهل منطقته، ولكن ما أن يصل إلى وطنه حتى تبدأ المؤثرات غير الأصيلة، فتراه يتجاوز المفهوم الوطني والقومي فيحط في المفهوم الديني الأممي لا عن مجرد كون الإسلام معدن ذلك كله ومركزه الرئيسي، بل عن تجافٍ لمعاني الوطنية وصرف للنظر عنها، جاعلاً من المفهوم الإسلامي الذي

لا ينازع فيه مسلم سلّماً لهذا التخطي.

وما الوطنية إذا كانت على مثل ما نحن فيه في هذه البلاد الطيبة بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية إلا معقل الإسلام وقلعة رجاله، ومعين علومه، حتى بتنا نجد من يتهيب التصريح بالوطنية فضلاً عن اليوم الوطني، في حين لا يجد غضاضة بتصدير الولاء والمحبة لأخوة الحزبيات والمذهبيات المؤدلجة لما وراء المحيطات من تنظيمات سرية عالمية وأنظمة حاكمة معادية.

مع أننا وطن عربي انطلقت منه لغة القرآن، ووطن إسلامي بأهله ودولته وشريعته والحرمين الشريفين، وكأن كل ذلك لا يغري بقبول المفهوم الموجب للوطنية.

ولكننا اليوم بفضل الله ثم ببركة عهد الحزم انتشر الوعي وتلاشت الدعوات المؤدلجة المتطرفة التي غذت الإرهاب الديني والخيانة الوطنية وإلى غير رجعة.