في الوقت الذي تزايدت ظاهرة الاعتداءات فيه بالآونة الأخيرة، والتي وصل بعضها إلى حد القتل، اتفق عضو الشورى اللواء متقاعد محسن الشيعاني، ورئيس قسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور صالح الغامدي أن الاعتداءات تعد مظهرا سلوكيا خطيرا، تترتب عليها آثار نفسية متعددة، والتي تثير حفيظة المجتمع، مشيرين إلى أن من أبرز عوامل الاعتداءات هي: العوامل النفسية والمرضية، والسلوك العدواني، والعادات القبلية، مطالبين المؤسسات بتقديم الدعم النفسي، ومساعدة الموظف المعتدى عليه للخروج من أزمته النفسية المؤثرة.

اعتداءات خطيرة

سجلت السنوات الـ5 الأخيرة العديد من الاعتداءات، والتي وصلت إلى حد القتل، فنجد في منطقة جازان، تصدرت المنشآت الصحية حوادث الاعتداءات بـ10 حوادث خلال 5 سنوات، والتي يأتي أبرزها الاعتداء على الأطباء، والممرضين، وحراس الأمن، فيما جاءت الاعتداءات على الموظفين والموظفات بالمركز الثاني، منها مقتل مدير كهرباء فرسان على يد عامل آسيوي، وإطلاق النار على موظفي مكتب تعليم الداير، والذي راح ضحيته عدد من الموظفين، ونحر أب لابنه بأحد المسارحة، واقتحام مسلح لأحد البنوك بجازان، ومقتل مواطن على يد شباب في مضاربة جماعية، وأخيرا حادثة العراك والاعتداء بين موظفة فندق صبيا ونزيل، والتي لم يجف حبرها إلى الآن، ولا تكاد تخلو المدارس من مشاجرات الطلاب، وضربهم من قبل معلميهم، وتقديم الشكاوى.

أفكار سلبية

أكد الشيعاني لـ»الوطن» أن ما طرأ في الآونة الأخيرة من تصرفات، لم يعهدها مجتمعنا المحافظ، وإن كانت لم تصل إلى مستوى الظاهرة، إلا أنها تخدش لحمة وكيان المجتمع، فعندما نسمع عن اعتداء مواطن أو مقيم، فإن هذه التصرفات تثير حفيظة المجتمع الذي لم يعهد عنه مثل ذلك، مشيرا إلى أن هذه التصرفات تعزى إلى العديد من العوامل النفسية، والمرضية، وسوء السلوك، ونتيجة خلل في التربية، وما يحمله البعض من أفكار سلبية، وعادات قبلية لا تتفق مع الواقع المعاش، والتي تجعل نفسه حكما أو منفذا لما يراه من تغيرات اجتماعية، قد لا تتفق مع أفكاره، فهناك من لا يرغب أن يرى المرأة تعمل في غير مجال التدريس، فيما أتيحت لها مجالات رحبة للعمل، وأثبتت كفاءتها.

مضيفا إلى أن الأمر يتطلب معالجات اجتماعية وأمنية، فمن الناحية الاجتماعية الأمر يتطلب تضافر الجهود بين مختلف مؤسسات المجتمع المدني، من مدارس وأندية وجوامع ونحوها، تقوم بتوعية المجتمع من الأضرار الناجمة عن هذه التصرفات.

تدابير مناسبة

أشار الشيعاني أن معالجة أي خطأ لا يكون بخطأ أشد، وأن الأمر يستوجب من المؤسسات، التي تتيح العمل للمرأة، أن يوفر لها البيئة الملائمة للقيام بوظيفتها دون منغصات، واتخاذ التدابير المناسبة لأمن وسلامة العاملات من أي اعتداء، أو محاولة إساءة لها، وعقد دورات تأهيلية للعاملات، تتضمن فن التفاهم مع الجمهور، مؤكدا أن كل ذلك سيؤدي إلى تلاشي هذه الظاهرة.

سلوك عدواني

بين الغامدي لـ»الوطن» أن أي اعتداء على موظف أثناء أداء عمله يعد مظهر سلوكي خطير، مشيرا أن لهذا السلوك غير المسؤول تبعات عديدة، أهمها ما يتصل بالجانب النفسي، حيث يبقى أثر الاعتداء فترة طويلة في نفس المعتدى عليه، وقد يترتب على ذلك آثار نفسية متعددة، تؤدي إلى التغيب عن العمل، وعدم الراحة والقلق، أثناء ممارسة العمل بعد الاعتداء عليه، مضيفا إلى أن ما يحصل من سلوك عدواني بعيدا عن منطقة العمل يمثل غالبا جانبا شخصيا، قد يكون المعتدى عليه شريكا رئيسيا في حدوثه، بينما نجد أن ما يتعرض له الفرد في مقر عمله من سلوك عدواني يكون على الأغلب مرتبط بالمكان، أو الوظيفة التي يشغلها الفرد، ولذا سنت الدول قوانين صارمة على من يتعدى حدود اللباقة، أو من يعتدي على موظف أثناء عمله.

إعداد وتهيئة

أوضح الغامدي أنه يجب على أرباب العمل تجنب مثل هذه السلوكيات من خلال إعداد وتهيئة الموظفين، على احتواء العملاء وعدم إغضابهم، وأنه في حال حدوث بعص التصرفات الغريبة، يجب اتباع الإرشادات النظامية، التي تكفل له الخروج بسلام، من تعدي العملاء عليه ومن ضمنها الاتصال بالأمن، أو الاتصال بالإدارة، الذين بدورهم سوف يؤمنون الحماية للموظف من أي اعتداء قد يتعرض له.

تجاوز الآثار

أفاد الغامدي، كي يتجاوز الموظف أية آثار نفسية جراء الاعتداء العدواني، فمن الأفضل أن يقدم له الدعم من قبل المؤسسة التي يعمل بها، مثل منحه إجازة مدفوعة الراتب، وعندما يكون الاعتداء لاسمح الله قويا، فعلى المؤسسة تقديم الدعم النفسي من خلال متخصصين نفسيين في المؤسسة أو خارجها، للتعامل مع هذه الحالات، ومساعدة الموظف على الخروج من أزمته النفسية المؤثرة.

أبرز ضوابط منع الاعتداءات:

- تظافر الجهود بين مؤسسات المجتمع

- معالجات اجتماعية وأمنية

- إعداد وتهيئة الموظفين

- اتباع الإرشادات النظامية

- تأمين الحماية للموظف

-توعية المجتمع بالأضرار الناجمة

- توفير البيئة الملائمة

- اتخاذ التدابير المناسبة

- عقد دورات تأهيلية

- فن التفاهم مع الجمهور

خطوات تجاوز آثار الاعتداء:

- مساعدة الموظف للخروج من أزمته النفسية

- تقديم الدعم من قبل المؤسسة

- منحه إجازة مدفوعة الراتب

أبرز أسباب الاعتداءات:

- عوامل نفسية ومرضية

- سوء السلوك

- خلل في التربية

- الأفكار السلبية

- العادات القبلية