يوجد كثير من الشخصيات التي نتعامل معها يومياً ونحاول التأقلم والعيش معها، منها الإيجابي، ومنها صاحب النظرة السلبية، والمهمة الأعظم هي محاولة تطبيق مقولة إبراهيم الفقي رحمه الله (عليك أن تبتعد عن الأفراد الذين يحاولون أن يقللوا من طموحاتك، لكن الأفراد العظماء هم من يشعرونك بأنك تستطيع أن تكون واحدا منهم).

يوجد عدد من الشخصيات السلبية التي نضطر للتعامل معها يوميا ويختلفون من شخص لآخر، منهم الغيور الذي لا يريد سعادة الآخرين، والذي يعتبر أن السعادة حصرياً له، ولا يؤمن بأن العلي القدير هو موزع الأقدار والأحداث، فتجده ينتقص من أصحاب الهمم، ويتقلب على (جمر الغضى) مع نجاح زملائه وأصدقائه وأقاربه، ومن تلك الشخصيات الشخصية النرجسية (والنرجسية تعرف بحب النفس والأنانية ومن صفاتها الغرور والتعالي والشعور بالعظمة) وما أكثرهم في هذا الزمن أو بالعربي (اللي ماخذين مقلب بأنفسهم)، حيث تمل الحديث معهم؛ لأنهم يتكلمون عن أنفسهم طوال الوقت وإنجازاتهم (الورقية) التي ذهبت أدراج الرياح، وتشم رائحة (الغطرسة) في حديثهم وتصرفاتهم، وترى (الابتزاز) هو ديدنهم بالتعامل.

وأيضاً هناك تلك الشخصيات (البكائية) المتحلطمة، وهي أكثر الشخصيات استفزازا لي، وأحاول الهرب منها يوميا، نظراً لكمية الطاقة السلبية التي ينشرونها بالمحيط الخارجي التي قد تكون أخطر من (ثقب الأوزون) وأشد إشعاعاً من كارثة (محطة شيرنوبل) الشهيرة.

ومن الشخصيات التي ينصح (العبد الفقير) بالبعد عنها الكذابون (وفي رواية أخرى) يقال لهم النصابون أو البكاشون (باللهجة الحجازية)، وهؤلاء يشتهرون بضعف الشخصية ولؤم الطباع فلا تستطيع الوثوق بهم ولا الإفلات من غدرهم.

إن (الحياة قصيرة) فلا ترهق نفسك بمحاولة إصلاح الشخصيات السابقة فأنت لست (مؤسسة تربية) أو (إصلاح أو تقويم)، فلا ترهق نفسك بمجاراتهم أو الجلوس معهم، والحل الوحيد هو (الهروب منهم)؛ لأن التعاسة (معدية)؛ ولأن الحياة تستحق الإيجابية والابتسامة والسعادة، أو كما قال (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه (اعتزل ما يؤذيك).

أما إذا كان تجنب هؤلاء من الصعوبة بمكان، كأن يصبحون زملاء عمل أو أقرباء، فعليك تحديد تلك الشخصيات بدقة، وعدم الانجراف إلى محيطها السلبي ومحاولة تقليل آثارهم السلبية قدر الإمكان، ويجب عليك تطبيق المثل الشعبي (يا دهينة لا تنكتين) عند التعامل معهم والله يعينك.

الحياة قصيرة فلا ترهق نفسك بمحاولة إصلاح الشخصيات السلبية والكذابين والمتغطرسين فلست مؤسسة تربية أو إصلاح أو تقويم