ما زالت جهود وزارة التعليم في ضبط السلوكيات العدوانية بين الطلاب والطالبات بعضهم بعضا، بحاجة إلى ارتقاء بأهدافها ومهامها وخططها السنوية! فالمدارس تستقبل سنويا آلافا من الطلاب والطالبات على مستوى المراحل المختلفة، مع وضع المتغيرات الاجتماعية والمادية في الاعتبار، ما يتطلب من الوزارة تطوير خططها السلوكية السنوية لمواجهة أنواع من التنمر تتطور صورها وأشكالها لأسباب عدة! وهذا التطوير لا بد أن يراعي الآتي:

خصائص النمو للطلاب والطالبات تبعا لكل مرحلة دراسية.

البيئات الأسرية المختلفة بين الطلاب والطالبات.

مستوى قدرات وخبرات المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات!.

مستوى مهارات التدخل في الأزمات والطوارئ عند إدارات المدارس.

الإمكانات المادية في البيئة المدرسية، والتي قد تكون عاملا مساعدا في ظهور ذلك التنمر!.

البرامج التدريبية التي تقدم للكادر التربوي في الإجازات الصيفية، ومدى مناسبتها تلك التغيرات السلوكية، وتناولها الخصائص الشخصية والنفسية.

وأخيرا والأهم.. مدى إشراك الأسرة في البرامج التعليمية، والأنشطة المدرسية، من أجل سدّ الفجوة ما بين مؤسستين تربويتين لا بد أن تتكاملا وتترابطا في الأهداف والمهام التربوية والتعليمية!.

الجهود الوزارية ضخمة ولا يمكن التقليل من شأنها على عدة مستويات، إلا أن وحدات الإرشاد في إدارات التعليم بالمناطق تنقصها الكوادر المؤهلة الكافية على مستوى مدارس المناطق! وغير قادرة على متابعة الأحداث اليومية بشكل يومي في المدارس بسبب البعد المكاني!، مما يستوجب دراسة أهمية الاستعانة بالمهن الإنسانية ذات البعد السلوكي العلاجي، فالباحث الاجتماعي مثلا من المهن المهمة جدا والمطلوب تواجده في كل مرفق تعليمي، لأن دوره عظيم في إعداد الخطط السلوكية والبرامج العلاجية بشكل دوري، واحتواء الأحداث السلوكية الطارئة قبل تطورها من التنمر للقتل غير العمد!.

لكن للأسف الشديد، عدد من المدارس، بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة إلى أهم المراحل ذات التغيرات السلوكية المستمرة (المتوسط والثانوي)، لا يوجد ضمن هيكلها الفني مسمى (باحث اجتماعي)، بالرغم من الأعداد الهائلة من خريجي (الاجتماع والخدمة الاجتماعية وعلم النفس - إرشاد مدرسي) ومن مختلف جامعات المملكة!، فالمعلمون والمعلمات يتم تكليفهم فوق طاقتهم من التزامهم بالمنهج المدرسي إلى استلامهم مناوبة خروج الطلاب والطالبات جميعهم لمنازلهم بسلام، وفي الحقيقة هذا ليس من مهامهم الأساسية! لذلك تحدث مثل تلك المشادات والمعارك بالأيدي في كثير من المدارس، والتي تؤدي -للأسف الشديد- في النهاية إلى نتائج صادمة للجميع!

وحدات الإرشاد في إدارات التعليم بالمناطق تنقصها الكوادر المؤهلة الكافية على مستوى مدارس المناطق! وغير قادرة على متابعة الأحداث اليومية بشكل يومي في المدارس بسبب البعد المكاني