كل يوم تزداد أعمارنا وتنمو عقولنا بقراءاتها ومشاهداتها وخبرة الحياة المتجددة، لا سيما مع هذه الثورة العولمية المعلوماتية، فيدرك العاقل حقا أن هناك قصورا يحتاج لعلاج يصلح به الدين والدنيا، وبالتالي فإن الشعارات المؤدلجة التي كانت تدغدغ عواطف الجماهير لم تكن سوى للخداع ولمصالح من أطلقوها حزبيا.

وعلى هذا فلا يجوز لأحد أن يعتدي على ذمة الله ورسوله عبر ما يزعمه من أن رأيه هو الحق لا سواه، وأنه هو الإسلام دون غيره، وحينما يضل أو يفشل أو يخادع به فيسيء للدين وأهله، ولذا كم رأينا من الناس من أساء الظن بالإسلام بسبب سوء تصرف الغلاة والمتاجرين بالدين.

ويجب أن نعيد احترام العقل لا أن نشوهه ونصم أصحابه المؤمنين بالضلال، فالعقل الإسلامي الرشيد لا يقبل الجمود ويدعو للتجديد، ولا يرضى بالغلو ويسعى للوسطية، ولا يسكت عن الحزبية والأدلجة التي جردت العقل من حريته ووطنيته ودينه المعتدل المتسامح.

وابن تيمية ألف كتابا شهيرا فند فيه التعارض بين العقل والنقل أسماه (درء تعارض العقل والنقل)، وما نراه اليوم من واقع الفجوة بين العقل والنقل هو بسبب من دمروا العقل الذي أكرمنا الله به لصالح ما يزعمونه من فهم قاصر للنقل.

وعليه فيجب علينا الرجوع لعقولنا وتنميتها والعمل بصحوتها لصالح ديننا ودنيانا.

وإذا أردنا التطور الفكري والتنمية الشاملة فلنراجع «عقولنا» التي عطلت عقولنا.