شهد التدريب التقني والمهني بالمملكة قفزة قوية وتقدما قويا ومواكبة لسوق العمل، وما يؤكد ذلك هو مواكبة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لرؤية المملكة 2030، حيث بدأت في برنامج التحول الإستراتيجي، وركزت على عدة أهداف قامت برسمها بحيث تتقاطع مع أهداف الرؤية الوطنية، فهي تلعب دورا أساسيا في هذا الجانب. وهذا العام شهدت المنشآت التدريبية بكافة المناطق تقدم أعداد كبيرة من أبناء وبنات الوطن في كافة البرامج التقنية والمهنية، حيث تم قبول أكثر من 52 ألف متدرب ومتدربة من ثلاثة أضعاف المتقدمين، إضافة إلى التوسع في فتح الكليات التقنية للبنين والبنات والمعاهد الصناعية في جميع أنحاء مناطق المملكة ومحافظاتها، ويبلغ عدد المتدربين والمتدربات على مقاعد التدريب ما يقارب 200 ألف بكافة المنشآت والشراكات مع القطاعات الأخرى. كما أن المؤسسة واكبت الرؤية حيث قدمت مبادرات عديدة ومنها التدريب المجتمعي «أتقن»، وهو تدريب كافة شرائح المجتمع على برامج ودورات قصيرة، ويصل عمر المتقدم لهذه البرامج حتى سن 60 عاما أو أكثر، حيث شهد البرنامج إقبالا منقطع النظير وحقق أعلى المعايير، وهذا دليل على وعي أبناء وبنات المملكة بأهمية التدريب التقني والمهني الذي أصبح مطلبا أساسيا، وأخذت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على عاتقها التوسع في كليات التقنية للبنات وفتح تخصصات جديدة تواكب الرؤية الطموحة، حيث وصل عدد تلك الكليات إلى ما يقارب 30 كلية موزعة على مناطق المملكة، وفتحت تخصصات جديدة للمتدربات، منها إدارة الفعاليات وغيرها من التخصصات التي تهم المرأة السعودية، حتى تصبح شريكا أساسيا في مواكبة التنمية في التخصصات التقنية والمهنية التي يتطلبها سوق العمل السعودي، وهناك تخصصات أيضا طرحتها المؤسسة ومنها الطاقة المتجددة والإرشاد السياحي والتأمين التعاوني والحج والعمرة والروبوتات، وغيرها من التخصصات التي تواكب الشباب والشابات.

لعلنا اليوم نصل جميعا إلى أن التدريب التقني والمهني بالمملكة تحول إلى صدارة في التعليم والتدريب، وتغيرت نظرة المجتمع الذي بدأ يبحث عن العمل المهني والبرامج والدورات التدريبية وتطوير قطاع الأعمال والمال.

كما أن النظرة الثاقبة والعزيمة الراسخة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وحرص حكومتنا الرشيدة للنهوض بهذا النوع من التدريب، ودعمهم المستمر، وتغيير نظرة المجتمع وثقافته، وازدياد أعداد المقبولين بالكليات والمعاهد، وتنوع البرامج التقنية والمهنية، كانت من أهم أسباب النجاح. والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تركز على الجانب المهاري والتطبيقي للمتدرب والمتدربة أكثر من الجانب النظري، وهذا النوع من التدريب يتطلب جهدا كبيرا في توفير المعامل والورش التدريبية والأجهزة والمعدات التي تواكب متطلبات العصر. كما أن التدريب التقني والمهني يحتاج إلى موارد مالية وبشرية ضخمة، ضعف التعليم النظري، وهذه وفرتها حكومتنا الرشيدة لأبناء وبنات الوطن في كافة المناطق. ونقول أيضا إن الشعب السعودي يتطلع إلى دعم هذا القطاع الحيوي والتوسع في المنشآت التدريبية وفتح مسارات مهنية جديدة ودراسة سوق العمل وزيادة عدد المقبولين والمقبولات.

ومن أسباب تقدم وصدارة التدريب التقني والمهني التكامل مع الجامعات السعودية في القبول الموحد، بحيث تكون الخيارات متاحة لدى خريجي وخريجات الثانوية. إضافة إلى رفع مستوى الأداء لدى متدربيها وزيادة الجرعات التدريبية، وتأهيل المتدربين، حتى أصبحت درجة البكالوريوس في الهندسة تمنح في عدد من التخصصات المهمة التي تحتاج إليها بلادنا. وأيضا تدريب نزلاء السجون بكافة مناطق ومحافظات المملكة، وفتح معاهد مهنية وصناعية داخل السجون، حتى أصبحت بكامل طاقاتها الاستيعابية من النزلاء، ليمارسون تخصصات سوق العمل، وليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع بعد خروجهم من السجون.

وحتما نقول: لقد أصبح التدريب التقني والمهني منافسا قويا وشريكا حيويا لعدد من الجامعات التي تمنح الدرجة الجامعية في التخصصات الهندسية، وذلك لتوفر بيئة التدريب المناسبة والتطبيق الميداني لخريجيها، علاوة على توافر الفرص الوظيفية في القطاعين العام والخاص. والدعم بالقروض من معهد «ريادة» لفتح مشاريع وأعمال حرة للشباب والفتيات.