تتباين آراء العديد من السياسيين والمراقبين في تفسير أهداف زيارة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إيران، وجلوسه بين مرشد الملالي علي خامئني وزعيم الذراع الخارجية لعمليات الحرس قاسم سليماني في مشهد عكس في ظاهره حجم التضامن والتماهي بين الصدر والنظام الإيراني، غير أن المعلومات تشير إلى غير ذلك.

التيار ليس على خلاف

لم يعلن الصدر ولا أحد من مقربيه يوما أن التيار على خلاف ديني مع إيران أو مرشدها، لكن الزعيم الشاب مقتدى الصدر ظل يتبنى مواقف وطنية واضحة، خصوصا حينما نُقل عنه في حوار بينه وبين المرشد جاء فيه «أخبرته أن امتدادنا عقائديا واحد، إلا أني لن أكون امتدادا عسكريا أو سياسيا لكم، فهناك سلبيات تقوم بها إيران في العراق، ولا بد من تصحيحها».

محور الوطنيين العراقيين

وربطت مصادر في محور الوطنيين العراقيين بين تغريدة الصدر، التي يقول المقربون من الزعيم بأنها أطلقت رصاصة الرحمة لمشروع القوة الجوية لميليشيا الحشد الشعبي، وحددت موقف التيار الواضح تجاه الضغوط المفروضة على عادل عبدالمهدي كرئيس للوزراء وقائد أعلى للقوات المسلحة، ومحاولات إضعافه من قبل محور الحرس الثوري في العراق.

ولم يكن محور الحرس في العراق وحليفه في إيران راضيا عن زعيم التيار الصدري، خصوصا بعد ما شكك بوقوف إسرائيل خلف تفجيرات مقرات الحشد الشعبي، وأجهض بذلك اندفاع الميليشيات نحو اشتباك عراقي إسرائيلي، فضلا عن حزمة مطالبات صريحة بإبعاد الدور الإيراني عن تأزيم ملف انفجارات مخازن الحشد الشعبي في العراق.

ملفات تسوية بين الوطنيين

وتنقل دوائر مقربة من التيار الصدري أن زعيمها ذهب إلى إيران بملفات تسوية بين محور الوطنيين العراقيين، وجناح الحرس الثوري في العراق، في محاولة لتنظيم الفوضى التي يشعلها حلفاء إيران في البلاد، خصوصا في ظل انتشار الفصائل، وتحدي الدولة في مناسبات عديدة، بما لا تقبله حتى المكونات المذهبية التي تتبع إيران.

مبادرة تنظم العلاقة

وتذهب هذه الدوائر إلى أن الصدر قاد مبادرة تنظم العلاقة بين البلدين وتحفظ المصالح الإيرانية المشروعة، خصوصا بعد ما تصاعدت موجة الاستياء الشعبي في العراق، وأدت إلى قيام متظاهرين غاضبين بإحراق القنصلية الإيرانية في البصرة، بسبب الانطباعات السيئة عن سياسات طهران وبعض حلفائها في الداخل.

إحباط المشروع

وقللت دوائر الحرس الثوري في العراق من أهمية زيارة زعيم التيار الصدري، وحصرتها في البعد الديني العاشورائي، وأن لقاءه بالمرشد السليماني يفسر في هذا الإطار، غير أن كثيرين ربطوا بين تغريدة الصدر الغاضبة بشأن شغب الدولة وتسريب قرار تشكيل القوة الجوية، قبل أن يحسم القيادي الصدري البارز صباح الساعدي، حينما قال فيه: إن «تغريدة الصدر أحبطت مشروعا لتشكيل قوة جوية موازية».

تحرير عبدالمهدي

وتتداول أوساط مقربة من الصدر أن زعيمهم اجتمع في مدينة قم بزعيم فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، لمطالبته بكفّ ضغوطات الفصائل المسلحة عن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ومنحه مزيدا من المساحة للتحرك وممارسة مهامه كرئيس للوزراء وقائد أعلى للقوات المسلحة، ليغادر سليماني مكان الاجتماع، على وقع تهديد الصدر بإيصال القضية إلى مرشد الثورة علي خامنئي.

المشهد الإقليمي المتأزم

وربط مراقبون تحركات الزعيم الصدري في الوقت الراهن بالمشهد الإقليمي المتأزم، الذي لم يتوقف على تعرض حليفهم الإيراني لواحدة من أشد العقوبات الأميركية، بل تعداها إلى مجال يمس العراق بشكل أساسي، فيما باتت تسميه واشنطن «النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، في إشارة واضحة إلى فوضى السلاح والتنظيمات والنشاط الحرسي الكثيف في بلاد النهرين.

حصر السلاح

ويتفق العراقيون ممن يسمون أنفسهم محور الوطنيين أن حصر السلاح في يد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتقليل الاستقطاب المذهبي الحاد يزيد من تماسك الجبهة الداخلية، ويبعد بلادهم من الصراعات الإقليمية، خصوصا بعد ما بدا واضحا ملامح الاستهداف لقواعد ومستودعات الأسلحة التابعة لتنظيمات وميليشيات متورطة في صراعات إقليمية لا تفيد العراق في شيء.

الصدر في مواجهة شغب الدولة والميليشيات

مطالبة سليماني بكف ضغوطات الفصائل عن رئيس الوزراء

حصر السلاح في يد القوات المسلحة يبعد بلادهم من الصراعات الإقليمية

تنظيم العلاقة بين البلدين يحفظ المصالح الإيرانية المشروعة

تصاعد الانطباعات السيئة عن سياسات إيران وبعض حلفائها

حسم فوضى التنظيمات والنشاط الحرسي الكثيف في العراق