لنضع النقاط على الحروف، ونقول بكل شفافية إن ثالوث الأعداء من حولنا كأولوية هم ثلاثة، إسرائيل وإيران وتركيا، وتأتي الدول الكبرى الغربية والشرقية تالياً كانتهازيين يصنعون أو يستغلون الفرص للتكسب باستعمار جديد واحتلال أنيق.

ولنكن صادقين مع أنفسنا ونقول بأن «إسرائيل» عدو تقليدي بإجماع العرب والمسلمين، ويبقى العدو الصهيوني ما بقي احتلاله لفلسطين والقدس والأقصى.

ولكن لنكن أكثر صدقاً مع أنفسنا ونعترف بأن ضرر الكيان اليهودي قديم ومحدود، ولو كان وراء الكثير من المؤامرات في الوطن العربي.

في حين أن العدوين الفارسي والتركي هما الأكثر خطورة اليوم على الأمن الإقليمي والعربي، والذين قتلوا على يديهما وبأدواتهما في العراق وسورية ولبنان واليمن خلال أربعة عقود يساوي مائة ضعف الذين قتلهم الكيان الصهيوني خلال ثمانية عقود.

ولذا فإن من يهون من عداوة الفرس والترك اليوم فإنه خائن لوطنه وعروبته وإسلامه، ولا يجوز قبول الخلاف في ذلك.

وعليه فيجب أن يُوقَف هذان المشروعان عند حدهما حماية لمصالح البلاد والشعوب العربية المكلومة بسببهما.

واعتداء الفرس على بلاد الحرمين السبت الماضي، ثم تبريره من رأس الترك؛ فإنه يجعلهما شريكين في العداوة.

وكل من يبرر لهما فضلاً عمن يعمل معهما فإنه قائم بعمل «خيانة عظمى» ويوجب تطبيق شرع الله فيه.

وستبقى الأمة العربية عصية على علوج الأكاسرة الفرس والمغول الترك وطابورهما الخامس المكشوف بفضل الله تعالى.