كشف مصدر مقرب من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، عن خلافات نشبت، مؤخرا، بين قيادات الميليشيات من جهة وحلفاء الميليشيات المشاركين في حكومتها وقيادات المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى.

وقال المصدر لـ»الوطن»: إن الخلافات جاءت عقب قرار الميليشيات الصادر عن المجلس السياسي الذي يسيطر عليه الحوثيون بتشكيل لجنة سمتها لجنة المصالحة الوطنية والحل السياسي، وتسمية أعضائها دون علم قيادات المؤتمر أو قيادات الأحزاب المتحالفة مع الحوثيين.

مشاركة باقي الأحزاب

وبين أن القرار تم اتخاذه من جانب قيادات الحوثيين بانفراد ودون أي مشاركة لباقي الأحزاب والمكونات الأخرى، أو حتى استشارتهم في طريقة وآلية وأهداف عمل اللجنة أو شخوص أعضائها، وهو ما أدى إلى نشوب الخلاف، خصوصاً وأنه جاء متزامناً مع تعيينات أجرتها الميليشيات لعناصرها في عدد من مؤسسات الدولة دون أي اعتبار لبقية المشاركين في المجلس السياسي أو الحكومة.

وسط تكتم شديد

وأضاف المصدر أن تلك الخلافات لا تزال تجري وسط تكتم شديد ودون إعلان أي طرف موقفا تجاهها، إلا أن حلفاء الحوثيين في الحكومة من أحزاب المشترك برئاسة القيادي الموالي للميليشيات وزير الرياضة والشباب حسن زيد والقيادي محمد الزبيري وزير الثروة السمكية طلبا لقاءً عاجلاً مع قيادة المؤتمر الشعبي العام لتدارس اتخاذ موقف موحد من إجراءات الميليشيات الحوثية الأخيرة، وهو ما تم بالفعل بلقاء الطرفين الذي كان ظاهره يختلف عن باطنه.

ممارسات الحوثيين

وبين أن مصدراً قيادياً في اللقاء المشترك الموالي للحوثيين أوضح أن اللقاء مع قيادة المؤتمر الشعبي العام ناقش بشكل كبير ضرورة اتخاذ موقف من ممارسات وإجراءات الحوثيين والتعيينات التي يصدرونها دون علم أو استشارة أو إشراك الآخرين معهم في الحكومة، قائلاً «إن القيادي حسن زيد تحدث في الاجتماع عن أن الامور التي كان ينتقدها حزب المشترك أيام الرئيس صالح من تفرده بإصدار التعيينات والاكتفاء بإبلاغ الحكومة والوزراء المختصين بذلك، بات أيام هادي يتم دون حتى علم الحكومة، بينما أصبح في سلطة الحوثيين يتم حتى دون علم قيادات الحوثيين أنفسهم».

تكرس الانقسام المذهبي

وتابع: أنهم يتفاجؤون بصدور بعض القرارات وأن كثيراً منهم غير راض عنها، لأن تلك القرارات ينتج عنها تبعات خطيرة تكرس الانقسام المذهبي والمناطقي الذي يؤثر سلباً على سمعة الميليشيات الحوثية وسلطتهم.

تفرد بإجراء حوارات

وأكد المصدر أن الخلافات تطورت حاليا بين الحوثيين بسبب تفرد الميليشيات بإجراء حوارات خارجية مع القوى الدولية ومنها ما أعلن عنه من محادثات سرية بين مسؤولين أميركيين وقيادات الميليشيات الحوثية دون علم أو إطلاع شركائها في المجلس السياسي والحكومة سواء قيادات المؤتمر الشعبي العام أو القيادات الحليفة والموالية للحوثيين والمنضوية تحت مسمى أحزاب اللقاء المشترك.

ضرورة توحيد الصف

ولفت أن حسن زيد تواصل بعدد من القيادات والوزراء الآخرين وحثهم على ضرورة توحيد الصف وأعلن عن موقف قوي حيال هذه التصرفات، في حين طالب من قيادات المؤتمر أن تدعم فكرته بضرورة تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تتولى إعداد وثيقة تتضمن تقييماً لقرارات التعيين التي صدرت في الآونة الأخيرة دون علم أو موافقة الحكومة.

كما طالب زيد بضرورة إجراء لقاء مع قيادة الحوثيين لعرض الأمر عليهم، أو رفع شكوى لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي إن تطلب الأمر، لافتاً في معرض حديثه إلى أن البداية يجب أن تكون من الاعتراض على قرار تشكيل لجنة المصالحة، والطلب رسميا من قيادات الحوثي إطلاعهم على مجريات الحوارات التي تتم في الخارج.

استمرار إصدار القرارات

وأكد المصدر أن هذه الخلافات تأتي وسط استمرار الميليشيات الحوثية في إصدار قرارات تعيين لقيادات وعناصر تابعة لها في عدد من مؤسسات الدولة آخرها تعيين وزير مالية جديد هو شرف الدين علي حسين الكحلاني خلفاً لرشيد عبود شريان أبو لحوم الذي عين محافظاً للبنك المركزي، مشيراً إلى أن أغلب الوزراء إن لم يكن جميعهم لا يعلمون من أين تصدر القارات وكيف تصدر ومتى تصدر.

أسباب الخلافات بين حلفاء الحوثي

01 تشكيل لجنة المصالحة الوطنية والحل السياسي دون علم قيادات المؤتمر

02 انفراد الحوثي بقرارات التعيين دون مشاركة المكونات الأخرى

03 تجاهل حلفاء الحوثيين من أحزاب المشترك في المحادثات السرية مع واشنطن

04 انفراد الحوثي بتعيين وزير مالية جديد ومحافظ البنك المركزي