لا يمكن تفسير مخرجات القمة الخامسة التي عقدها الرئيسي التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني روحاني بشأن سورية، إلا في إطار تقاسم أدوار التخريب التي طالت هذا البلد، خصوصاً بعدما رفضت هذه الدول تنفيذ آخر اتفاق تهدئة حول إدلب.

تفادي الأزمة الإنسانية

ويرى مراقبون أن مجرد الحديث عن الاتفاق أو التعهد لتفادي الأزمة الإنسانية في إدلب مثار للسخرية بعد حجم الدمار الهائل والتهجير السكاني الذي تعرضت لها هذه المحافظة، جراء عدم تنفيذ اتفاق التهدئة الذي جرى توقيعه بين إردوغان والرئيس الروسي، ويقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح وتجنب الحرب في المحافظة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.

أهمية اتفاق القادة

وقلل محللون تابعون لمجموعة الأزمات الدولية من أهمية اتفاق القادة الثلاثة على تشكيل اللجنة الدستورية التي طال انتظارها لتتولى الإشراف على المرحلة المقبلة من التسوية السياسية في سورية، وقالت «إنه حتى وإن تم الاتفاق على الجهة التي ستشكل اللجنة تبقى هناك مسائل جوهرية لم يتم التعاطي معها تتعلق بمستقبل العملية السياسية بما في ذلك قدرة ورغبة النظام على القيام بأي إصلاح سياسي».

غياب سورية عن القمة

ويرى مراقبون أن قمة الرؤساء الثلاثة في غياب سورية جاءت للتعبير فقط عن هواجس إيران من التواجد الأميركي في سورية وقلقها من الهجمات التي تشنها إسرائيل على قواتها والميليشيات الموالية لها، في حين استجابت القمة أيضاً لقلق تركيا من تعزيز قدرات القوات الكردية في شمال سورية، فيما أبرزت القمة روسيا كممسك قوي بأوراق اللعبة كاملة في دمشق.

اتفاق سوتشي والتهدئة

ويشبه كثيرون قمة القادة الثلاثة بما تم في اتفاق سوتشي والتهدئة بإدلب حينما تفرغ بعده الرئيس التركي إلى تعزيز نفوذه في شرق الفرات ومواجهة قوات سورية الديمقراطية، بينما عكفت موسكو مع أنقرة على التصدي للنفوذ الأميركي في المنطقة، دون تنفيذ البنود المعلنة حول التهدئة في المحافظة.

لقاء استعراضي

ويعتبر مراقبون أن لقاء الرؤساء الثلاثة جاء استعراضياً بعدما خرج الأسد منتصراً من معارك إدلب بدعم روسي وإيراني وتواطؤ تركي، في حين تضمن البيان إشارة خجولة إلى الاتفاق أو التعهد لتفادي الأزمة الإنسانية في إدلب بعد الويلات التي تعرضت لها المحافظة وعديد الضحايا من المدنيين بطيران النظام وروسيا منذ أبريل الماضي.

بنود اتفاق خفض التصعيد في إدلب 2018

- الإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتحصين نقاط المراقبة التركية.

- ضمان تجنب تنفيذ عمليات عسكرية على إدلب

- إقامة منطقة منزوعة السلاح داخل منطقة خفض التصعيد.

- إبعاد جميع الجماعات الإرهابية الراديكالية عن المنطقة

- سحب جميع الدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات

- تقوم القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية بدوريات منسقة

- اتخاذ إجراءات فاعلة لضمان نظام مستدام لوقف النار