بدأ تساقط اللاعبين الأجانب والمدربين في دوري الكبار في توقيت مبكر من المنافسات، وجاء إعفاء إدارة الأهلي للمدرب الكرواتي برانكو الأقوى، ولا شك أن القرارات اتخذت مبكرة عطفا على مشوار يمتد لأكثر من (30) جولة تتخللها منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين، وقد تتضح أمور في منتصف الطريق لم تلُح في الخطوات الأولى، وكنا ننشد أن هذه الصورة المقيتة تتبدل مع تجدد طبيعة النسق الإداري للأندية، لكن ما زالت تلوح في أفق العمل كما كانت في السابق، والسؤال في مثل هذا التوقيت من الذي يرسم إستراتيجية التعاقدات وبذات الوقت يصدر قرارات الاستغناء وكأن الأمر ورقتان في ملف توضع الأولى وتخلع الأخرى وهكذا، ما يحدث داخل أروقة الأندية يدعو للدهشة، خاصة أننا نعيش في قالب رؤية وضعت فيها خطوط مختلفة لتسيير آلية العمل لتلاشي العشوائية التي من شأنها فتح بوابات الديون، ووضع الميزانيات على حافة الخطر، وتنامي أرقام مخيفة كما حدث في السابق، وكادت تؤدي ببعض الأندية إلى دهاليز مظلمة ربما تضعها في مصاف الدرجة الأولى بسبب عدم قدرتها على الوفاء بسداد الديون، وتحديدا العناصر الأجنبية التي رفعت شكواها لأعلى قمة في هرم القيادة الرياضية (فيفا)، وبالتالي لا مناص من الخطر المحدق إما التسديد أو العقوبة، غير أن تدخل الدولة وضع الجميع على مرافئ الأمان لكي تبدأ مرحلة جديدة من الفكر والعمل، غير أن الذي يلوح أمامنا خلال الموسم الماضي والجاري تجدد الصورة الموغلة التي تقلق مضجع الأندية رغم تغير المفاهيم التي سنتها الهيئة العامة للرياضة بقيادة الشاب المحنك الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي وضع معالم جديدة ومحفزات في دائرة فلك العمل والرؤية تهدف إلى بناء إدارات تقوم على أساس من الوعي تسهم في سلخ الأعمال العشوائية التي تفتح نافذة الديون، والأكيد أن الأمر في المستقبل القريب سيكون أكثر صعوبة إذا لم تتدارك الأندية الأخطاء التي تقع فيها تحديدا التعاقدات، ويفترض أن تكون منطلقة من مختصين يضعون أياديهم على اللاعب الكفء والمدرب الذي يتناسب مع وضعية الفريق، كلٌّ حسب إمكاناته وطموحه، بقي أن نقول الوصول لناصية النجاح في العمل ليس صعبا متى رسمت مرتكزاته والطموح كبير بعودة الأخضر للواجهة من جديد في سماء الكرة العالمية، والفرق السعودية هي الأخرى حاليا على عتبة مجد عالمي وتحتاج للتركيز والدعم بعد وصولها لمحطة ما قبل الأخيرة في المشوار الآسيوي، وفي يقيني أن إخضاع البطولة الآسيوية بات قريبا إذا نجحت الخطط التي تدار داخل الغرف المظلمة لتضيء النور في المساحة الرحبة.