بينما تتواصل الإدانات الدولية على أعلى مستوى ضد الهجمات الإرهابية على معملي بقيق وخريص، اجتمعت تركيا مع إيران في تصريحاتهما حيال الحادثة الإرهابية التي طالت المملكة التي تتهم فيها طهران في المقام الأول، وذلك ليثبت كل طرف فيهما تطاوله وزيادة كرهه للمملكة العربية السعودية كونها لا تنسجم معهما في حربها على الإرهاب والتخريب، فظهر حقدها في تصريحات معادية كان أبرزها تصريح الرئيس التركي رجب أردوغان الذي شمت بالحادثة الإرهابية واتسق تصريحه مع تصريحات نظام الملالي في إيران، وكلها تتمحور حول الحرب في اليمن.

وبعد مرور أكثر من 48 ساعة على الفعل الجبان ظهرت عمان ببيان وصفت فيه الحادثة بأنه «تصعيد لا طائل منه» أما الدوحة فخرجت بتصريح متأخر لا يدين هذا الفعل.

تصريحات القصد منها التشفي

أوضح الأكاديمي في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد الفراج لـ»الوطن» أن المتابع في الشارع السعودي يستغرب من تصريح أردوغان التي يتضح فيه التشفي لما حدث لأن هذا يخدم المشروع الإخونجي الذي يعتبر الحاضن والداعم الرئيسي سياسيا لتنظيم الإخوان، مؤكدا أن نظام أردوغان لا يقل خطرا عن نظام الملالي في إيران، وكلاهما توسعي وعينه على السعودية وخاصة الأماكن المقدسة .

وقال إن طموح الرئيس التركي لا يقل عن طموح إيران في المنطقة، وكلاهما تجمعه العداوة للمملكة ونواياه في إلحاق الضرر بالسعودية واضحة للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أنه تم تجريم تنظيم الإخوان والآن معظم العملاء من رموز التنظيم موقوفون على ذمة قضايا أمنية، لكن للأسف الشديد أن هذا التنظيم ترعرع وتغلغل على مدى سنوات طويلة جدا وبالتالي علينا أن ندرك خطورة توافق المشروع الإخواني مع المشروع الأيديولوجي الشيعي.

دعم قطري لأعداء المملكة

يقول الفراج، إن قطر مجرد داعم مالي لمشاريع الأعداء في المنطقة، حيث تقوم بتمويل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وهذا النظام حليف لتركيا ولنظام الملالي في إيران، مؤكدا أن أول وفد قام بتهنئة الخميني بانتصار الثورة الإيرانية هو وفد تنظيم أخوان المسلمين وهذا يدل مدى تعمقهم وتغلغهم في الأنظمة الحكومية لتركيا وقطر وهو العدو المبين أكثر من الصريح.

وبين أن المنطقة تمر بمرحلة حرجة بهذا الاستهداف غير المسبوق وها هو موقف أردوغان ينفضح للمخدوعين به ويثبت بما لا يدع مجالا للشك في عدائه للمملكة ونوايا نظامه تجاه السعودية والتشفي بها في الوقت الذي يفترض أن يقف معها ولو حتى بحياد، لافتا إلى أن تصريح أردوغان يجب أن يوقف المخدوعين ويوقظ النائمين من أبناء المملكة على حقيقة هذا النظام الذي لا يقل خطرا عن النظام الإيراني.

بيان باهت من عمان

أوضح الأكاديمي في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية أن سر البيان الباهت من عمان هو عدم اتخاذها مواقف حازمة من قبل، وعمان تاريخيا حليفة قوية لإيران ولا يتوقع منها شجب قوي لهذه الحادثة الإرهابية، مشيرا إلى أن ما يجري مع قطر وتأخر البيان القطري 72 ساعة بسبب العلاقات الوطيدة مع نظام الملالي في إيران ونظام الإخوان في تركيا ومع تغير نواياها ظهرت العلاقات التي كانت تحت الطاولة للعالم أجمع.

وأكد أن النظام التركي فاشي شمولي ولا يترك المجال لأحد ولديه طموح وأوهام العظمة أن هذا الزعيم العالمي الذي سيعيد الخلافة ويحكم العالم الإسلامي وسيكون ندا لأميركا وروسيا، وفي سبيل ذلك قضى على جميع خصومه في السجون سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ومستمر فيها.

وأشار إلى الرئيس التركي واجه حلفاءه بالسجن أو التهجير وتخلص من كل الذين لا يتفقون معه لأنه يرى أنه من خلال الحكم الشمولي الديكتاتوري سيقوم بأجنداته التوسعية في سورية وقطر والعالم العربي والإسلامي، وهذا واضح لأنه يحاول خلق العداوة مع الدول المحيطة به في الآونة الأخيرة، مبينا أن المملكة دائما تتخذ سياسة النفس الطويل مع من يسيء إساءة صريحة لها أو من تكون نواياها واضحة مثل قطر ستتم معاقبتها ومقاطعتها.