حينما تكون نسخة من بيئتك فلن تُقدم لمجتمعك ووطنك جديداً ينفعه في دينه ودنياه، وستكون نسخة مكررة لتعيد استنساخ الواقع.

ولكنك حينما تكون نسخة مختلفة كما أرادك الخالق وسنته الكونية بتطورها، فتفكر ثم تُعبر ليدبر الخلق ما يرونه صالحاً ولو كان مخالفاً للجمود الفكري والسلوك الدارج، فسوف يكون موقف المتلقين على خمس فئات.

الأولى فئة متعلمة و(واعية) سوف تتفهمك وتقدرك ولو خالفتك، وربما وافقتك كلياً أو جزئياً، وهؤلاء قلة؛ لأنهم نخبة.

الثانية فئة متعلمة ولكنها (غير واعية)، وقد تتفهمه ولكنها لا تقدره فضلاً عن أن توافقه، ولكنها تحايد ولا تتحكم ولا تصادر.

والفئات الثلاث الباقية هي غير المستفيدة من التعليم ولا المدركة للوعي، وهي على ثلاث «دركات».

دركة تعارضك فكرياً ولكنها لا تهاجمك لفظياً ولا تحاربك فعلياً، ودركة ثانية «سيئة» لا تكتفي بمعارضتك فكرياً وإنما تهاجمك لفظياً عبر المنابر والمواقع، ودركة ثالثة هي «الأسوأ» حيث يصل أذاها إلى الأفعال عبر المؤامرات المشرعنة بكونك ضال ومضل وربما منافق وزنديق.

وبعد ضياع الأعمار وفوات الأوان يدركون متأخرين الحقيقة، ولكنهم حينها على نوعين.

نوع يتعلم الدرس ولا يكرره.

ونوع يكرره بلا خجل ولا وجل.

ودور المفكر ألا يساير ولا يرضخ، وإنما يرفع راية الوعي ويدفع ضريبة الرسالة النبيلة بتوعية الناس كالشجرة التي يرمونها بحجارتهم فتسقط عليهم ثمراتها حتى يدركوا خيراتها ولو بعد حين.