توصلت دراسة ميكروبية واسعة النطاق، على الأطفال المولودين حديثا، إلى أن الأطفال الذين يولدون بواسطة العمليات القيصرية لديهم بكتيريا أمعاء مختلفة عمن يولدون بصورة طبيعية، ويشار إلى أن الدراسة، استغرقت 7 سنوات وشملت 1679 عينة براز من حوالي 600 طفل و175 أما، ورغم ذلك فإن فريق الدراسة يريد توسيعها لتشمل أعدادا أكبر من الأطفال، بمن فيهم المولودون في المنزل، ونشرت الدراسة في مجلة «Nature».

التقاط البكتيريا

أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يولدون بشكل طبيعي يلتقطون معظم جرعاتهم الأولية من البكتيريا من والدتهم، في حين أن الأطفال الذين يولدون بواسطة عمليات قيصرية لديهم المزيد من الميكروبات المرتبطة ببيئات المستشفيات، بما في ذلك السلالات التي تظهر مقاومة لمضادات الميكروبات.

ويمكن لهذه النتائج أن تفسر ارتفاع معدل الإصابة بالربو والحساسية وأمراض المناعة الأخرى عند الأطفال الذين يولدون بعمليات قيصرية.

وقال كبير مؤلفي الدراسة من جامعة «College London» نايجل فيلد: «إن كيفية تأثر وظائف الجهاز المناعي للإنسان طوال حياته قد تتأثر بتفاعلاته الأولى مع البكتيريا.. فإذا كانت هناك اختلافات في النتائج الصحية على المدى الطويل من خلال أنماط مختلفة من البكتيريا، فهذا يخبرنا بشيء مهم جدا عن الصحة».

بكتيريا الرحم

في السابق، كان يعتقد أن الميكروبات لدى الرضع أو المواليد الجدد قد تتشكل بواسطة البكتيريا التي يبتلعونها أثناء وجودهم في الرحم، غير أن النتائج الأخيرة كشفت أن الميكروبات لدى حديثي الولادة الطبيعية لم تأت من البكتيريا في الرحم، ولكن من الأمعاء التي يفترض أنها التقطت في لحظة الولادة.

وعندما يكون الأطفال في الرحم، فإنهم يكونون معقمين، ولكن بمجرد تعرضهم للعالم الخارجي، يبدؤون في التعرض للبكتيريا التي سرعان ما تستوطن في الأمعاء، وخلال فترة 6 إلى 9 أشهر، تلاشى الاختلافات بين المجموعتين، لكن العلماء يعتقدون أن التعرض الأولي للبكتيريا في لحظة الولادة يمكن أن يكون أشبه «بترموستات» أو منظم للجهاز المناعي، وتحديد مدى الحساسية تجاه سلالات البكتيريا وأيها تحتاج إلى استجابة منه.