ذكرى الوطن 89 صورة تتجلى فيها تضحيات الأجداد وإنجازات الأحفاد بكل خطى ثابتة على نهج الأجداد الذين قدموا تضحيات لبناء هذا الوطن، وتأسيس وإرساء حكم تطبق فيه شريعة الإسلام وسنة نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، بعد أن كان الإنسان يعيش في خوف على نفسه وعرضه وما يملك حتى ولو قوت أولاده، وكثرت الخرافات والبدع والغزوات والسبي وساد الظلم والخوف الجزيرة العربية، ولم يعد هناك أمن ولا أمان، وعمت الفوضى أرجاء الجزيرة العربية بسبب أنه لا يوجد نظام وحكم ينظم حياة الخلق ويجلب لهم الأمن والأمان، فبزغ فجر اليوم المشرق ومعه بزغ ذلك الفارس بأحلامه التي كانت بكبر وحجم الوطن فقدم شبابه وضحى بأحلى سنين عمره فداء في سبيل استعادة ملك الأجداد وبناء وطن هو ومن معه من الأجداد بكل عزيمة وإخلاص، معتمدا على إيمانه الراسخ بالله عز وجل ثم إيمانه بأن ملك الأجداد لا يستعيده إلا الأبناء وأن الوطن لا يبني ويرسي فيه الأمن والأمان إلا أبناء الوطن مهما واجهوا من صعوبات وقلة الإمكانيات، فكان لا بد أن تشرق الشمس بنور الوطن ولكن بسواعد أبناء الوطن، فكان لذلك الفارس ما تمنى من حلم حوله إلى واقع هو ومن معه من رجالاته الأجداد، فأسسوا لنا وطنا ليس كمثل أي وطن، وأرسوا لنا نظام حكم ليس كمثله نظام، تُطبق به شريعة الإسلام وتحفظ به حقوق وكرامة الإنسان مثل ما نصت آيات كتابنا العظيم القرآن، وما أوصى به في سنته نبي الرحمة -عليه أفضل الصلاة والسلام، إنه وطن مهد الرسالة المحمدية وقبلة المسلمين في أنحاء هذه المعمورة، إنه وطن الشموخ والكرامة والنخوة، إنه وطن الكيان السياسي الخليجي والعربي والإقليمي والعالمي مترامي الأطراف، إنه المملكة العربية السعودية، الذي أسسه الأجداد وقدموا التضحيات مع قائدهم الفذ والمحنك الملك المؤسس لهذا الوطن العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله خير الجزاء، هو ومن معه من رجالاته من الأجداد المخلصين لدينهم ووطنهم وملكهم المؤسس.

وإن احتفالنا كل عام بعيد اليوم الوطني نحن الأحفاد ما هو إلا صورة تحمل لنا حقيقة ما قدم الأجداد من تضحيات حتى بنوا لنا وطنا عظيما لا نستحق أن نعيش على ترابه ونستنشق هواه، إن لم نحمه يدا بيد مع من حملوا قيادة هذا الوطن من بعد الملك المؤسس بكل شجاعة وحنكة سياسية بكل أمانة وإخلاص، وحافظوا على ما حققه الملك المؤسس ورجالاته الأجداد، فتواصلت الإنجازات من عهد المؤسس ثم من بعده أبنائه الملوك الراحلين: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، يرحمهم الله جميعاً، حتى جاء عهد وعصر راعي العوجا ملك الحزم والعزم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله وبارك خطاه، وسيدي نائب رئيس مجلس الوزراء ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، الشاب والسياسي الفذ المحنك الطموح بحيوية الشباب القريب من أبناء وبنات وطنه، صاحب رؤية 2030، وهي أكبر إنجاز قدمه سيدي ولي العهد بما يخدم ويعود بالخير الكثير على أبناء وطنه، وتقليص الاعتماد الكامل على البترول وتنويع مصادر الدخل، واعتماد واستحداث بدائل أخرى للاقتصاد.

ومن أكبر إنجازاته ملف مكافحة الفساد لإداركه -حفظه الله- أن الفساد هو هدر للمال العام، وضرر رئيس على الاقتصاد، مما يعود بالآثار السلبية على الوطن والمواطن والمجتمع والأسرة والفرد، فطبق هذا الملف على الجميع من قبل سيدي ولي العهد، ولم تأخذه في الله لومة لائم، ولا أنسى أنا وكل أبناء وبنات الوطن مقولته الشهيرة في مقابلة أُجريت معه -حفظه الله- فقال رداً على سؤال وجه إليه: إن هذا الوطن عندما أسسه الملك عبدالعزيز ورجاله لم يكن فيه بترول، وهذه دلالات وحقيقة بأن رؤيته 2030 تعطي صورة برسمة إبداع وحنكة سياسية لزعيم وقائد شاب، جل همه هو حماية تضحيات الأجداد ومكتسبات وإنجازات الأحفاد، وأن يعيش أبناء وطنه وشعبه في رغد من العيش وفي رخاء وازدهار، هي كل أهدافها في مصلحة الوطن وشعبه والمستفيد الأول منها بكل أمانة هو الشعب اقتصاديا ومعاشيا ومجتمعيا وأُسرياً، وإن ذكرى اليوم الوطني التاسع والثمانين تأتي والعالم الدولي والإقليمي والإسلامي والعربي والخليجي والمحلي يمر بظروف استثنائية بسبب ما تقوم به الميليشيات الإرهابية الخُمينية من محاولاتها اليائسة والفاشلة، من زعزعة واستقرار أمن الخليج والمنطقة والشرق الأوسط بأكمله، وما كان الهجوم الآثم الغادر بكل خسة على معامل أرامكو في محافظة بقيق إلا من ضعيف يائس لا حول له ولا قوة، جبان آثم غادر، ولن يفلحوا بما أقدموا عليه إلا بجلب الدمار والضرر على شعوبهم، وإنهم لم يقدموا على فعلتهم هذه إلا لعلمهم بأن هذا الوطن المملكة العربية السعودية بقيادة ملك الحزم والعزم وسيدي ولي العهد -حفظهما الله- هي قلب العالم الإسلامي، وهي الخليج وهي العرب وهي الإسلام وهي الاقتصاد لكل دول العالم، هي الكيان السياسي العظيم الإسلامي والعربي والعالمي، وسيندمون أشد الندم وسيتوسلون وهم صاغرون، من أقدموا وقاموا بهذا الفعل الدنيء، حين لا يعلمون أي منقلب ينقلبون، وإلى أي دار يختبئون، وحين لا يستطيعون إلى أي دولة يهربون، حتى يُقتص منهم بما فعلوا في حق الإنسانية والمسلمين، وهم شرذمة إرهابية، وبإذن الله وقوته إنهم لزائلون، ويجب علينا مع احتفالاتنا بذكرى اليوم الوطني 89 أن نجعل المناسبة صورة نمعن فيها النظر لنستذكر تضحيات الأجداد، وأن نحافظ على ما تركوا لنا من وطن عظيم وأرسوا لنا نظام حكم عدل رشيد، وأنه أمانة في أعناق الأحفاد، واحتفالنا باليوم الوطني عام بعد عام ما هو إلا استذكار وعرفان وشكر من الأحفاد للأجداد، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.