يتكتم النظام الإيراني على الحالة الاقتصادية المزرية التي يعيشها شعبه في الداخل جراء فساد نظام الملالي وصرف ثروات البلاد للقمع وتصدير ثورته لسورية ولبنان واليمن، والعقوبات الأميركية وغيرها، مما أدى إلى استشراء تجارة بيع أعضاء الجسم بشكل غير مسبوق، وباتت أجزاء مثل: الكبد والرئة ونخاع العظام والقرنية معروضة في السوق مثل أي سلعة بهدف تغطية تكاليف الحياة اليومية.

وتقول مصادر في المقاومة الإيرانية فيما وصفته بـ»مأساة بيع الأعضاء في إيران»، إن المواقع الإلكترونية لوسطاء شراء وبيع الأعضاء تنتشر على شبكة الإنترنت، بينما تكتظ مواقع التواصل الاجتماعي بالسماسرة بشكل مخيف، على وقع الانهيار المريع للوضع الاقتصادي للإيرانيين، في حين أدى تزايد حدة الفقر وصعوبة توفير لقمة العيش إلى رواج تجارة بيع الأعضاء وفي مقدمتها الكلى والكبد ونخاع العظم والقرنية وبلازما الدم.

انهيار الاقتصاد

تقول الإحصاءات المسجلة، إن ما يقرب من 3800 عملية زرع كلى تتم سنويا في إيران، منها نحو 500 حالة يتم التبرع بها من قبل مرضى موت الدماغ، أو من أقارب المحتاجين، بينما يتم شراء وبيع الكلى في نحو 3000 حالة، حيث يكون معظم بائعي الكلى من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و34 عاما، وفي بعض الأحيان يعرض كبار السن أيضا أعضاءهم للبيع.

ومع انهيار الاقتصاد باتت هناك تجارة مزدهرة بشكل متزايد وغير مسبوق في جميع أنحاء العالم لجهة تخصصها في بيع أعضاء الجسم، فيما أخذت أعمال البيع بسبب الرغبة في تلبية الاحتياجات الأساسية للحياة، حالة منهجية ومؤسسية منظمة في السنوات الأخيرة.

وتشكل الكلية العضو الأكثر شيوعا وتداولا في السوق منذ بداية هذه التجارة قبل أكثر من 10 سنوات، كسلعة جاذبة، قبل أن ينضم إليها في السنوات الأخيرة بيع أعضاء مثل: الكبد والرئة ونخاع العظام والقرنية، وتمت إضافة بلازما الدم، مؤخرا، إلى المجموعة، بينما يعرض العديد من البائعين أعضاءهم عبر ملصقات على الأبواب والجدران وشوارع المستشفى عن طريق كتابة معلومات عن أعمارهم وفصيلة الدم.

المشترون والبائعون

وتقول المصادر أن المشترين هم أشخاص بحاجة لزرع أعضاء لمواصلة الحياة، في حين أن البائعين هم أشخاص وجدوا أن الطريق الوحيد لمواجهة الضغوط الاقتصادية وحل أبسط مشاكلهم الحياتية هو بيع عضو من جسدهم، لافتة إلى أن معظم بائعي الكلى هم من الشباب.

ويفضل معظم المشترين شراء عضو جسمي من شاب، بسبب وجود عروض كثيرة لبيع الأعضاء من قبل الشبان، في حين تعتمد الأسعار على عدد من العوامل أبرزها: عمر البائع، وحالة المريض المتدهورة، وقرب المريض من الموت، وسرعة حاجته للشراء، وإلحاح حاجة البائع، وكذلك فصيلة دم البائع، إذ تكون الأسعار أعلى بالنسبة لمجموعة الدم O سالب أو B +.

حول المستشفيات الكبرى

وتتعدد نوافذ البيع بالإضافة إلى شبكة الإنترنت، إلى جلوس التجار عادة حول المستشفيات الكبرى، أو الذهاب إلى أقارب المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زرع ويسألونهم «هل هناك مريض يحتاج إلى عضو في الجسم؟»، وبعد سماع إجابات مثبتة منهم، يقدمون عروضا مختلفة من أعضاء الجسم لهم، كما أنهم يضعون دعاياتهم في الشارع المعروف في طهران باسم شارع الكلى ويكتبون «بيع جميع فصائل الدم O ،B ،O سلبية، O إيجابية، AB... إلخ».

أرباح طائلة للصفقات

ويحصد التجار غالبا أرباحا طائلة للصفقات المختلفة، إذ يصل ربحهم في بعض الأحيان إلى 50% من الصفقة الواحدة، ويقول أحد هؤلاء الوسطاء الذي أمضى في هذا العمل سنوات عديدة، إنه بدأ ببيع وشراء الكلى بالقرب من أحد المشافي شمال طهران المملوء بالإعلانات ودعايات بيع الكلى، واستطاع الحصول على قائمة الأشخاص المنتظرين لزراعة الكلي، ليبرم صفقة بعد شهرين ويكسب نحو 2000 دولار.

عمليات الاختلاس والسرقة

ولكن ترى المصادر أن إيران بها 7% من الموارد الطبيعية في العالم، وتعتبر واحدة من أغنى البلدان في العالم من حيث الموارد الطبيعية، غير أن عمليات الاختلاس والسرقة والنهب التي يقوم بها مسؤولو الملالي، من ناحية، وتخصيص الموارد والمرافق للقمع والإرهاب وتصديره ودعم الجماعات الإرهابية والحروب الإقليمية، ومحاولة نشر أسلحة الدمار الشامل، يعيش معظم الشعب الإيراني تحت خط الفقر، ولا يرون أي آفاق لتحسن أوضاعهم.

ولفتت إلى أن ثروات الشعب الإيراني تنهب من قبل مكتب خامنئي والحرس الثوري، حيث تقدر ثروة مرشد النظام، علي خامنئي، بـ200 مليار دولار، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة للأجهزة القمعية، ومليارات الدولارات تصرف سنويا لدعم الديكتاتور السوري بشار الأسد ونحو مليار دولار تذهب لجماعة حزب الله اللبنانية الإرهابية، ومئات الملايين من الدولارات لحماس في فلسطين، إلى جانب الدعم اللامحدود للحوثيين في اليمن.

طريقة الشراء والبيع

ويعرض العديد من البائعين أعضاءهم عن طريق لصق قطعة من الورق على الأبواب والجدران وشوارع المستشفى عبر كتابة معلومات عن أعمارهم ونوع الدم، بينما يتوسل البعض المارة للمساعدة في عدم إزالة الإعلان من الحائط نظرا لحاجتهم الماسة إلى المال، بل يفضل البعض أن يكونوا على اتصال مباشر بالمشتري قدر الإمكان لتجنب دفع عمولة الوسيط.

ازدهار تجارة الأعضاء

ونسبة لازدهار تجارة الأعضاء في إيران، يقوم الوسطاء بإعداد مواقع لأنفسهم على تطبيقات مثل: انستجرام وتلجرام ويطلبون من الأشخاص تسجيل معلوماتهم على هذه المواقع، على أن يقوم المشترون بتحديد البائعين والاتصال بهم من خلال هذه المواقع، ويمنح الطرفان الوسيط أو التاجر الحق في البيع والشراء.

تأييد ديني

ويؤيد رجال الدين وبعض مسؤولي النظام عمليات بيع الأعضاء رسميا وعلنا، إذ نقلت صحيفة مشرق الحكومية في 28 فبراير 2017، عن الدكتور حسين علي شهرياري عضو لجنة الصحة في المجلس القول عن بيع الكلى من قبل الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع «ما المشكلة من القيام بذلك عندما يكون الشخص في حالة فقر وتتحول حياته من خلال تلقي 2 ألف إلى 3 آلاف دولار؟».

وقال أحد أعضاء لجنة الصحة في النظام «من وجهة نظر شرعية لا تحتوي زراعة الأعضاء أي مشكلة ولها تصاريح، وقد أعطى الإمام الإذن بذلك والمراجع لم تخالف ذلك».

إيران دولة غنية فلماذا يعاني الشعب؟

- عمليات الاختلاس والسرقة والنهب لمسؤولي الملالي

- تخصيص الموارد والمرافق للقمع والإرهاب

- دعم الجماعات الإرهابية والحروب الإقليمية وتصدير الثورة

- نشر أسلحة الدمار الشامل

- نهب ثروات الشعب الإيراني من قبل خامنئي والحرس الثوري

- دعم الأسد وحزب الله وحماس والحوثيين في اليمن

متوسط الأسعار في سوق الوسيط

- الكلية ما بين 5 آلاف دولار و10 آلاف دولار

- الكبد ما بين 15 ألف دولار و50 ألف دولار)

- القرنية 20 ألف دولار

- نخاع العظم 10 آلاف دولار

نماذج لبعض بائعي الكلى في سبتمبر 2019 على موقع http://k.fahadan.org/23#



سيد يبلغ من العمر 24 عاما في إعلان بيع الكلى ويحمل زمرة الدم O+