نستيقظ غداً الإثنين على ذكرى تأسيس بلادنا المملكة العربية السعودية، والاحتفالات بذكرى التأسيس، وكذلك باليوم الوطني لم تتوقف منذ انتهاء دوام الخميس الماضي، وسوف تستمر حتى صباح الذهاب لدوام يوم الثلاثاء.

اليوم الوطني السعودي، يعني لكل سعودي، تخليد ذكرى أمر الوالد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمهم الله تعالى، من قصره بالعاصمة الحبيبة، بتسمية الوطن باسم «المملكة العربية السعودية»، واختياره طيب الله ثراه، في نفس الأمر، يوم إعلان توحيد المملكة، هو الموافق للأول من برج الميزان، وكان الإعلان وحسب نصه «نزولا على رغبة الرأي العام في بلادنا، وحبا في توحيد أجزاء المملكة العربية»..

انتقل الوالد الملك عبدالعزيز إلى الرفيق الأعلى، بعد 22 سنة من إعلان التأسيس، تاركا لرعيته بلدا له وزنه في الساحة الدولية السياسية والاقتصادية، رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالمنطقة في تلك الفترة، خصوصاً سيطرة عدد من الدول العظمى على الكثير من المناطق في العالم العربي، وتنافسها بشدة على حماية مصالحها ومناطق نفوذها التي كانت تحيط ببلاده، فضلاً عن التنافس المحلي الشديد الذي كان يشكل تحدياً آخر لها، وكل ذلك لم يمنعه من انتهاج سياسة خارجية واضحة، اعتمدت على مبادئ عظيمة تتصل بأهداف الدولة السعودية ومنهجها القائم على تأسيس دولة قوية، لا تفرط في حقوقها أو منطلقاتها، وتحقق مصالحها ومصالح الدول العربية والإسلامية، ومن شواهد ذلك موقفه رحمه الله تجاه القضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال تشكل محوراً أساسياً ومهماً في السياسة الخارجية السعودية، ودعمه لتأسيس جامعة الدول العربية، وتأييده لاستقلال العديد من الدول العربية والإسلامية.

أبناء الملك الوالد، ملوكنا من بعده ساروا على نهجه المتقدم ذكر بعض منه، ولم يغيروا ولن يبدلوا، وأمرنا اليوم يتولاه ملك تجلله صفات كثيرة، من أبرزها الحزم والحسم، ويعاضده عن يمينه ولي عهدٍ أمين، وظروفنا الخارجية تكاد تشبه ظروف التأسيس، وربما تعدتها في بعض النواحي العدائية، ولا أدل على ذلك من محاولات التأثير على قوت المواطن السعودي، بجملة من الاعتداءات الجبانة، على مصادر النفط في شرق البلاد.

اليوم نحن جميعا، أبناء سلمان، وفي ذكرى تأسيس بلادنا سنستمر في أفراحنا، وسنواصل التأييد لولي أمرنا، ولن نتخلى عن ولي عهده، ولا عن رؤيته، ومعه في تحولاته، وكلنا ثقة في قدرة مملكتنا على التعامل مع الاعتداءات السافرة، والمواقف الاستفزازية، ويقيننا كبير في أن بلادنا على أتم الاستعداد للرد على من قام بتصديرها، وإننا كمواطنين سعوديين تحت طاعة وأمر (القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية)، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، لا يهمنا في هذا الصدد إلا أن تظل بلادنا بلادا قوية، ثابتة على أصولها، متقدمة على عصرها، ولو كره الآخرون.