بعد أن فشلت في إقناع العالم بتبني الهجمات على المنشآت النفطية، تحاول الميليشيات الحوثية الإرهابية مجدداً التغطية على إيران بادعاء التهدئة ووقف التصعيد، عقب توحد العالم كله ضد نظام طهران وتحميله مسؤولية الهجمات على بقيق وخريص، وإدراك الحوثي أن المحاسبة قادمة وأن قرارات المجتمع الدولي المرتقبة لا محالة ستطال حليفها، ولن تستثني أيضاً جرائم الانقلابيين في اليمن، فضلا عما تخبئه الأيام من إجراءات الردع القاسية والنوعية التي ستنفذها قوات التحالف.

تصريحات مرتبكة

وأربكت الضربات الجوية التي نفذها طيران التحالف العربي لدعم الشرعية في الحديدة على مواقع تستخدم في تجميع وتفخيخ الزوارق المسيرة عن بعد والألغام البحرية، قيادة الميليشيات لتخرج بتصريحات متباينة ومضحكة في آن واحد، في محاولة للتغطية على إجرام الحرس الثوري بالمنطقة. بدأت قيادة الميليشيات بالتهديد واعتبار القصف «تصعيدا خطيرا» في الحديدة يهدد اتفاق وقف إطلاق النار في المدينة الذي تم التوصل إليه في السويد، ثم توعدت التحالف «سيتحمل تبعات التصعيد في الحديدة»، وأن «موقف الأمم المتحدة من تصعيد تحالف العدوان الأخير على المحك»، وأخيرا أعلن الزعيم السياسي للجماعة الإرهابية كلاما مثيرا للسخرية عن وقف استهداف السعودية بالطائرات المسيرة.

أهمية وقف النار

غير أن حديث الميليشيات الحوثية المثير للضحك لأول مرة عن أهمية وقف إطلاق النار في الحديدة، وتهديد سريان اتفاق استوكهولم، يعكس حجم الارتباك الفعلي، إذ ظلت الميليشيات تستهدف مواقع الشرعية والحدود خلال الأيام الفائتة بعدة أنواع من الأسلحة والصواريخ والمدافع، وبالتالي فإن الخوف من فشل سريان وقف إطلاق النار في المدينة والإشفاق على مصير اتفاق السويد يثير السخرية والاستغراب.

عقوبات أميركية جديدة

ويفسر بعض المحللين الارتباك الحاصل على ضوء الورطة التي وقعت فيها الميليشيات بتبني الهجمات، والعقوبات الجديدة ضد نظام الملالي ومصرفها الوطني الذي يعد القناة المالية لصناعة الارهاب الإقليمي والعالمي ومركز الدعم لأذرع الحرس الثوري التي تنتشر في المنطقة، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من شظف العيش وصعوبة الحصول على مقومات الحياة اليومية. ويرى هؤلاء أن إيران اضطرت إلى أن تطلب من أذرعتها الإرهابية تهدئة الأجواء والميدان بعد تهديدات الرئيس الأميركي بإمكانية استهداف 15 موقعا في دقائق كجزء من خيارات عديدة قدمها البنتاجون للرئيس دونالد ترمب للرد على الاعتداءات الإيرانية على مصادر إمدادات النفط العالمي في المملكة.

دعوات التهدئة

ويقول مراقبون للشأن اليمني، إنهم لم يعهدوا أي دعوات للتهدئة لميليشيات الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية، إلا في الحالات التي تتعرض فيها لضربات موجعة تهدد بقاءها أو اقتراب الجيش الوطني من معاقلها، وذلك بهدف إعادة ترتيب صفوفها والشروع في المعارك من جديد وهو الأسلوب نفسه إبان حروبها الست مع الحكومات اليمنية السابقة. وتشير الملفات السوداء للميليشيا الإرهابية في اليمن إلى أنها أفشلت 8 مبادرات سلام دعت لها الأمم المتحدة والقوى الإقليمية خلال 4 سنوات، كما خرقت نحو 10 هدن للتهدئة دعت لها قوات التحالف والحكومة الشرعية منذ 2015، ورفضت الالتزام بها بل ردت بالتصعيد وقصف الأحياء في مختلف مواقع التي تسيطر عليها الشرعية.

أبرز الهدنات الإنسانية التي أعلنها التحالف والشرعية

7 مايو 2015

هدنة الأيام الخمسة تتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار لمدة خمسة أيام خرقها الحوثي بتسجيل 74 اعتداء على مدينتي نجران وجازان.

4 يونيو 2015

أعلنت المقاومة الشعبية في تعز موافقتها على عقد هدنة إنسانية جديدة في اليمن خرقتها الميليشيات.

9 يوليو 2015

إعلان الأمم المتحدة وقفا لإطلاق النار لأغراض إنسانية في اليمن يبدأ 10 يوليو ويستمر حتى نهاية رمضان، انتهكتها ميليشيات الحوثي في 7 محافظات

26 يوليو 2015

أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن فرض هدنة لخمسة أيام رفضتها الميليشيات بقصف أحياء عدن الشمالية بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا.

15 ديسمبر 2015

- هدنة إنسانية دعت إليها الرئاسة اليمنية، وقوات التحالف العربي بالتزامن مع مفاوضات جنيف، إلا أن الانقلابيين الحوثيين أعلنوا مواصلة القتال.

- إعلان التحالف عن هدنة، قامت ميليشيات الحوثي بخرقها بإطلاق مقذوفات عشوائية داخل الأراضي السعودية.

2 يناير 2016

انتهاك الحوثي هدنة أعلنها التحالف العربي بإطلاق الصواريخ البالستية باتجاه المدن والحدود السعودية.

2 نوفمبر 2018

انتهاك الحوثي جميع الهدن التي أعلنها المجتمع الدولي بشأن اتفاق السويد منذ بدء التفاوض وحتى عقد الاتفاق وحتى الآن.