تناثرت الاستفهامات العريضة خلال متابعتي لمنافسات دوري الكبار، ومنبع الاستغراب كثرة الأخطاء البدائية التي حدثت، وكان بمقدور حكم المباراة اتخاذ القرار المناسب في حينها، ولو قدر أن فاتت عليه فيتعين على المساعدين تنبيه حكم الساحة، وإذا لم يوفق هذا أو ذاك للقرار المناسب هناك تقنية «var» التي تحسم الجدل في مثل تلك الظروف خلال الجولات الماضية

أهداف ولجت المرمى انطلقت من مسارات صحيحة وألغيت وسط إجماع المحللين، بل إن معلق المباراة هو الآخر توقف كثيرا، فضلاً عن ضربات الجزاء التي لم يتخذ فيها القرار المناسب، علماً بأنها واضحة كالشمس في رابعة النهار، علاوة على المخاشنات التي لاحت على مقربة من منطقة الصندوق، وذهبت أدراج الرياح، والأكيد أن تقنية الفار لا تعمل في مثل تلك الظروف، أو أن من يعمل على التقنية يفتقد التركيز، والسؤال الذي يطرح نفسه ويقف عنده الكثيرون، إذا كان من يعمل خلف التقنية لا يجيد إدارتها فتلك مشكلة رغم زيادة الكاميرات في الموسم الجاري، وإذا كانت لا تعمل بالصورة المطلوبة فيتعين على الجهه المسؤولة تحديثها وإصلاح الخلل لكي لا يفقد المجتهد المكتسبات التي يحققها على أرض الواقع، ويخرج خاسراً في وقت يكون هو الأفضل وبالتالي هذا يفقده نقاطا قد تضعه في القمة.

في دوري صرف عليه الملايين من الدولة -حفظها الله- ويحظى برعاية كبيرة من الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، إلى جانب رابطة الدوري السعودي للمحترفين، هذا المثلث يقدم جهودا ملموسة في سبيل إظهار أفضل الصور الأدائية التي تتناسب مع الرعاية التي تحظى بها الرياضة من قبل المسؤولين، أعود لنقطة الارتكاز التي تحدثت عنها في مقتبل حديثي، وإشكالية تقنية الفار التي تقودها أطقم تحكيمية أجنبية يفترض أن تقدم أداءً رفيعا يتناسب مع الطموح، لأن ارتقاء مؤشر التحكيم يأتي في ناصية نجاح الدوري السعودي.

حديثي هذا ليس مقصورا على الدوري المحلي، وصب أيضا في المنافسات الآسيوية التي يقف الهلال على عتبة الصراع في نصف النهائي، وسبق وأن خسر أكثر من مواجهة بداعي الأخطاء التحكيمية الفاضحة، وذاق أكثر من فريق سعودي ويل القرارات العكسية، منتخبنا الوطني لم يكن ببعيد من تلك الأخطاء في العديد من مشاركاته.

خاتمة القول تقنية «var» نعمة للفريق المجتهد الطموح والأمل كبير بظهور الدوري المحلي خالي الوفاض من الأخطاء التي تعكس مسار النتائج، وفي الوقت ذاته يتجنب ممثل الوطن الهلال خلال مشواره الآسيوي مصيدة التحكيم، التي تمثل عبئا كبيرا على الفريق في مثل تلك الظروف، خاصة أنه يلاقي نداً مدعوم لوجستيا في المظلة الآسيوية.