كشف مصدر في وزارة التربية والتعليم اليمنية أن الحوثيين حجبوا توزيع الكتب المدرسية لهذا العام، في المدارس الخاضعة لمناطق سيطرتهم، وذلك بعد رفض طباعة الكتاب المدرسي بمطابع الوزارة، ومنح الأولوية لطباعة شعاراتها الكاذبة والملزمات الطائفية.

وأوضح المصدر لـ»الوطن» أن هناك توجيهات من وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلابيين يحيى الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي، منذ نحو عامين، بإيقاف طباعة الكتاب المدرسي لكافة المراحل والأقسام «بنين وبنات»، مع التوجيه بالسماح بتحويل تلك المطابع التعليمية لطباعة الشعارات الحوثية الكاذبة، وما يسمى بملزمات حسين الحوثي، والنشرات والمطبوعات المتعلقة بتوجهات الحوثيين، إضافة إلى طباعة الكتب الطائفية التحريضية، والكتب التي تم تعديلها بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، وأخرى تمجد أو تتحدث عن أسرة بدر الدين الحوثي، أو تلك التي تصدر توجيهات بطباعتها.

الضغط على الأهالي

وأشار إلى أن توقف طباعة الكتاب المدرسي في اليمن تسبب في حرمان الآلاف من الطلاب مواصلة تعليميهم بالمراحلة المختلفة، مبينا أن ما يمارسه الحوثيون مع بداية العام، هو رسالة وورقة للضغط على الأهالي وأولياء الأمور، بإرسال أولادهم للجبهات القتالية، مع إشعار الجميع أن هناك مراكز للتعليم يتم توزيع الكتب فيها، فضلا عن منح أولوية للطلاب الملتحقين بالجبهات لتسهيل العملية التعليمية، سواء من حيث التخصصات لطلاب المراحل الثانوية أو احتساب العام بعامين، بأن يمنح شهادة المرحلة التي تلي مرحلته الحالية، أو أولويات القبول في الوظائف والبعثات، وتقديم كافة التسهيلات التي يحتاجها الطلاب.

رفض قبول الطلاب

ولفت المصر إلى أن هناك معلمين ومدراء مدارس حوثيون رفضوا قبول أو استقبال الطلاب في المدارس، إلا بكتبهم المدرسية، ويحصل البعض على كتب من زميل سابق له في مرحلة تعليمية معينة أو من خلال شرائها بأموال كبيرة من نقاط سوداء معينة تتبع الحوثيين، وتقوم ببيع الكتاب المدرسي واستغلال الظروف الراهنة.

وبين أن المعلمين أبلغوا عددا من أولياء الأمور والطلاب، بأن الذي يتم التحاقهم بالجبهات سيتم منحهم الكتب الدراسية، وإكمال تعليمهم هناك، وتجاوز عام للطلاب في المراحل الدراسية، ومنحهم إجازة الشهادة للمرحلة، التي تليها دون قيد أو شرط أو حتى الحضور لأداء الامتحانات.

الأسلوب والإجراء مهزلة

ووصف المصدر هذه الأسلوب والإجراء بالمهزلة التي وصل إليها التعليم، تحت سلطة الحوثيين، وكيف أنهم حولوا التعليم في اليمن إلى بضاعة بخسة الثمن، مما يؤكد ويكشف انحطاط مستواهم التعليمي واستهتارهم بعقول وأفكار الناس.

وقال: إن الحوثيين يدعون قيامهم بصناعة الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل، وتساءل المصدر «هل يعقل مثل تلك الادعاءات في ظل تدمير التعليم والاستهتار به وتهميشه، ومنع طباعة الكتاب المدرسي وإغلاق المدارس، وتحويلها إلى مراكز تدريب عسكرية وثكنات حربية.

القتل والإرهاب والموت

وأشار المصدر إلى أن الحوثيين لا يهمهم شعب متعلم ولا يهمهم تعليم الطلاب أو دراستهم، وأن كل ما يهم الميليشيات هو القتل والإرهاب والموت وتدمير العقول والأوطان، وتفجير المجتمع وخلق أجيال شعارها الموت لكافة أشكال الحياة.وطالب المصدر بتدخل دولي لإنقاذ اليمن من تحويله لدولة جهل، في ظل ارتفاع نسب الأمية، خلال الفترات السابقة إلى مستويات مخيفة، مشيرا إلى أن التعليم حق مشروع للجميع، إلا أن الحوثيين قاموا بتسييسه لخدمة مسيرتهم، مع قناعتهم أن الحوزات الإيرانية هي الأفضل من التعليم.

طباعة الكتب المحرفة

من جانبه، قال وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور عبدالله سالم لملس لـ «الوطن»: إن الميليشيات الانقلابية الحوثية لم تطبع الكتب كاملة من أجل إلزام المطابع المدرسية، التي تحت سلطتها بطباعة الكتب المعدلة والمحرفة التي عدلوها، وفقا للمذهب الطائفي، الذي أدخلوه على المناهج، ليتم استنزاف قدرات الطلاب بدفع رسوم شهرية تبلغ ألف ريال يمني عن كل طالب، لغرض دفع مرتبات المعلمين، مما يضاعف العبء على أولياء الأمور، في ظل عدم تسلمهم المرتبات.

وبين الدكتور لملس أن هذا السلوك يضاف إلى جملة من الإجراءات منذ سيطرة الحوثيين على كافة موارد الدولة في المحافظات، وتسخيرها كمجهود حربي حتى لا يستفاد منها المعلمون كمرتبات، بل هي في الأصل تذهب إلى مخازن وحسابات القيادات الحوثية.