ولكن، هل هناك أحد منّا سافر إلى وجهات عالمية، يقصدها السياح من أرجاء العالم، وذهب مثلا إلى «تاج محل» بالهند في المرة الأولى بلا مرشد سياحي، ثم في المرة التالية حاول الاستعانة بمرشد سياحي؟، وهل لمس الفرق بين الزيارتين؟.
المرشد السياحي باختصار، هو من تشعر برفقته وكأنك كنت تشاهد صورة جامدة بلونين باهتين، لكنه يعدلها حتى تصبح مشهدا تفاعليا بين يديك، تحركه وتذهب به وفيه كيفما شئت.
والسؤال هنا: لماذا، على الرغم من أننا كسيّاح محليين نعرف نتكلم مع بعضنا حتى باللهجة المحلية للمنطقة التي نتسيّح فيها، نجد صعوبة في إيجاد المرشدين السياحيين المؤهلين لذلك؟، ولماذا نضطر إلى التعرف على أحد سكان تلك المنطقة ليوصلنا بفلان الذي يسكن جوار مسجد آل فلان، الذين قد يكون يصلي معهم مرشد سياحي، إن كان هذا المرشد لم ينم وفاته ذلك الفرض، فإن فاتته الصلاة، فبالتأكيد رحلتك السياحية ليست أهم من صلاته.
دون مبالغة، المرشد السياحي دوره مغيّب بشكل ملحوظ في عمليات التطوير والتنمية السياحية التي وصلت إلى أماكن في مملكتنا الحبيبة لم نكن نعرف بها من قبل.
فإن كنّا نزور بلادا ينهش الفقر غالب سكانها، ومع ذلك نجد لديهم مرشدين سياحيين «بالهبل»، يقفون في مكاتب و«بركسات»، خصصت لهم ليعملوا فيها على مدار الساعة، وكل منهم يحمل بطاقته التعريفية التي تحمل ترخيصا له بمزاولته تلك المهنة، ولغته الأجنبية التي يجيدها، وغيرها من التفاصيل التي تشعرك بأنك محط اهتمامه، فلماذا لا نكون أكثر تطورا منهم، ونطور تطبيقات وبرامج للسياح، يمكنهم خلالها طلب المرشد السياحي الأقرب من الموقع، أسوةً ببرامج التوصيل والمطاعم؟، حتى لا نحتاج إلى الاتصال بالرقم المجاني ونقول: يا هيئة السياحة: أين نجد المرشدين؟.