كشف عضو المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة موسی أفشار، في حوار أجرته معه «الوطن»، عن رصد شبكات المقاومة داخل البلاد تحركات عسكرية مريبة، تشير إلى أن نظام خامنئي يعد العدة لتنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة مستقبلا، حيث لا يزال عدد من منفذي اعتداء 14 سبتمبر الإرهابي على المنشآت النفطية السعودية يتواجدون في قاعدة أميدية (العميدية بالعربي) في الأحواز جنوب غربي إيران، وهي التي أطلقت منها الصواريخ والطائرات المسيرة، إضافة إلى وصول فريق جديد من القوات الجوية التابعة للحرس الثوري للقاعدة يوم الأحد 22 سبتمبر 2019 ولم يغادروها بعد ذلك، إلا أن الهدف غير معروف حتى الآن.

وأرجع أفشار في سياق الحوار تجرؤ النظام الإيراني وتماديه في نشر الإرهاب وتهديد دول المنطقة وإمدادات النفط العالمية وأمن الملاحة، إلى تقاعس المجتمع الدولي، مشددا على أن النظام بنى حساباته على أنه لن يدفع ثمنا باهظا لتجاوزاته حتى الانتخابات الأميركية، وذلك بعد استجابة المجتمع الدولية بفعالية على الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية وإسقاط الطائرة الأميركية بدون طيار، وزيادة مستويات تخصيب اليورانيوم، واستخدام أجهزة الطرد المركزي IR5 و IR6 الاستجابة المناسبة، فإلى نص الحوار:

ما الذي يهدف إليه النظام الإيراني من استهداف المنشآت النفطية السعودية؟

نظام الملالي غارق في أزمات مرحلة السقوط ولا يملك أي مفر استراتيجي. فهو من جهة يسعى من خلال القمع والشيطنة والإرهاب ضد معارضته لمنع صعود الانتفاضة الشعبية وكبح الغضب الانفجاري للمجتمع. ومن جهة أخرى، يريدون إجبار المجتمع الدولي على التراجع من خلال نشر الحروب.

البعض يظن مخطئا أن سياسة نشر الحروب التي يتبعها النظام هي دليل على قوته، فالنظام من خلال قيامه بهذه الأعمال يريد التغطية على أزماته الداخلية المميتة وكسر طوق الحصار الخانق الذي علق داخله. وإذا تخلى هذا النظام عن تصدير الإرهاب والتطرف الديني فإن عملية سقوطه سيتم تسريعها. خامنئي وقادة نظامه صرحوا سابقا أنهم لو لم يقاتلوا في سورية والعراق واليمن لكان يجب عليهم القتال في أصفهان وطهران وشيراز. النظام يعتمد في تجاوزاته وتعدياته على عدم فعالية المجتمع الدولي. فهو لم يدفع شيئا مقابل ما يفعله في المنطقة. وفي عام 2003، فتحت أبواب العراق بمصراعيها للنظام وبعد احتلال العراق بشكل مخفي، استخدمه كبوابة للدخول لبقية دول الشرق الأوسط. تظهر بياناتنا أن نظام الملالي قد بنى حساباته على أنه لن يدفع ثمنا باهظا لتجاوزاته حتى الانتخابات الأميركية. فعندما لم تتلق الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية وإسقاط الطائرة الأميركية بدون طيار، وزيادة مستويات تخصيب اليورانيوم، واستخدام أجهزة الطرد المركزي IR5 و IR6 الاستجابة المناسبة، أصبح نظام الملالي أكثر جرأة على شن حملة عمليات عسكرية كبيرة ضد المنشآت النفطية السعودية، حيث يبرز هنا دور المجتمع الدولي.

ما مدى تورط خامنئي في العمليات الإرهابية التي تستهدف المنطقة والعالم بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص؟

خامنئي، بصفته القائد الأعلى العام للقوات المسلحة، مسؤول عن جميع القوات العسكرية والأمنية في إيران، ولكن على وجه التحديد عمليات الحرس الثوري وقوة القدس، خصوصا العمليات مثل مهاجمة السفن والطائرات بدون طيار، وإطلاق الصواريخ حسب تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني تتم بأمر مباشر من قبل خامنئي. ووفقا للمعلومات التي قدمتها منظمة مجاهدي خلق من داخل النظام، فقد تم تحديد خطة العمليات ضد المصافي السعودية يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2019، في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة حسن روحاني، فوزير الخارجية جواد ظريف هو عضو ثابت في المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام ويحضر اجتماعاته. وبعد موافقة خامنئي المبدئية على العملية، بدأ التخطيط الجزئي لها، وأخيراً أُعيد المخطط إلى خامنئي للموافقة النهائية. وأبلغ خامنئي أمر تنفيذ الخطة إلى اللواء الحرسي رشيد والعميد الحرسي حجي زاده.

كم الوقت المستغرق في تنفيذ الهجوم الإرهابي على أرامكو؟

وفقا للمعلومات التي حصلت عليها شبكات مجاهدي خلق في الداخل، قبل حوالي أسبوع من الهجوم الصاروخي، في 7 سبتمبر، غادر فريق قيادة هذه العمليات من مقر القوات الجوية - الفضائية التابعة لقوات الحرس من طهران إلى محافظة خوزستان في جنوب غرب إيران.

وبعد بضعة أيام، انتقل بعض قادة وموظفي القوات الجوية - فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، من المتخصصين في الصواريخ والطائرات بدون طيار المستقرين في ماهشهر (على بعد 119 كيلومترا من الأهواز - المنطقة البحرية الثالثة لقوات الحرس)، من ماهشهر إلى قاعدة أميدية. لذلك، استغرق الإعداد التكتيكي لمختلف الجوانب أسبوعا واحدا على الأقل.

بحسب مصادركم من أين أطلقت الطائرات المسيرة والصواريخ؟

وفقا للمعلومات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الصحفي، فإن فريق قيادة العمليات مكون من العميد الحرسي محمد فلاح معاون عمليات القوة الجوية فضائية، محمود باقري كاظم آباد (أدرج من قبل وزارة الخزانة الأميركية في 22 مايو 2018 على قوائم العقوبات)، قائد الصواريخ للقوة الجوية فضائية والعميد الحرسي سعيد آقاجاني قائد الطائرات المسيرة للقوة الجوية فضائية في قسم من قاعدة أميدية (في المنطقة بين أميدية والأهواز في خوزستان، حوالي 85 كيلومترا جنوب شرق الأهواز). فقاعدة أميدية، التي كانت في السابق القاعدة الجوية الخامسة للجيش، كانت مقر القيادة التكتيكية لعملية الهجوم على منشأة النفط السعودية. لذلك، كانت هذه القاعدة هي القاعدة التكتيكية التي تشرف على العمليات المذكورة أعلاه.

كيف كانت ردة فعل المسؤولين الإيرانيين وتعاطيهم مع العملية؟

كان رد فعل المسؤولين الإيرانيين من ناحيتين: أحدهما للاستهلاك المحلي والآخر دولي: على المستوى الدولي، حاول روحاني وظريف أن يقولا إن هذه مشكلة بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وفي هذا السياق، اتخذوا موقفا لإبقاء النظام الإيراني بعيدا تماما عن هذه العملية. لكن في داخل إيران، وخاصة وسائل الإعلام الحكومية التابعة لقوات الحرس، كتبت على نطاق واسع حول ما يملك النظام من قدرات عسكرية وتطرقت لاستعراض القوة من خلال كتابة مقالات عديدة، مذكرين على وجه الخصوص بأن مسؤولي النظام الإيراني كانوا قد قالوا إذا لم يتم تصدير نفطنا، فلن يتم تصدير أي نفط من مضيق هرمز. وبالطبع، عندما رأوا رد الفعل الدولي على الهجوم، بدأوا بخرط الأكاذيب، كما هو الحال دائما، وبدأ عدد من القادة العسكريين وقادة قوات الحرس في إنكار ذلك.

هل لديكم أي معلومات أو تقدير للتكلفة المادية للعملية؟

لسنا على دراية بمعدل التكلفة التي تحملها النظام، لكن وفقا للتقارير الإخبارية حول موقع الإصابات في منشأة أرامكو النفطية، كان عدد صواريخ كروز المستخدمة سبعة؛ ثلاث إصابات محققة وأربعة تم إسقاطها، وكان عدد الطائرات بدون طيار المستخدمة 17.

وقد كرست قوات الحرس جزءا من مصانع الصواريخ لإنتاج صواريخ كروز. يتم تصنيع الصواريخ من قبل مجموعة صناعات كروز، التابعة لمنظمة الصناعات الجيوفضائية التابعة لوزارة الدفاع في نظام الملالي. والمجموعات الفرعية لهذه المجموعة تشمل الصناعات المتقنة والأولية و»مسلمي للصناعة»، و»رحيمي للصناعة»، فالمجموعة لديها معهد أبحاث لصناعة صواريخ كروز الجوالة.

هل رصدتم أي تحركات تشير لخطط إرهابية ينوي النظام الإيراني تنفيذها في المنطقة مستقبلا؟

من الطبيعي أن تقوم شبكات المقاومة داخل البلاد بتتبع ومراقبة حركات النظام. ما قد يكون مهما في العملية الأخيرة هو أنه بعد أيام قليلة من هجوم 14 سبتمبر 2019، قدم قادة المشهد تقرير العمل بالتفصيل لقائد قاعدة خاتم الأنبياء المركزية، اللواء غلام علي رشيد، وعاد بعض موظفي القوات الجوية - فضائية الذين سافروا من ماهشهر إلى أميدية إلى ماهشهر بعد تنفيذ العملية، لكن بعض أفراد القوات الجوية - فضائية بقوا في قاعدة أميدية. ووفقًا لآخر التقارير، وصل فريق جديد من موظفي القوات الجوية - فضائية التابعة لقوات الحرس إلى قاعدة أميدية يوم الأحد الموافق 22 سبتمبر 2019. أما الغرض والهدف منها غير معروف حتى الآن. لكن أحد أهم أجزاء إنتاج الصواريخ الإيرانية وتخزينها وإطلاقها يقع في المحافظات الجنوبية لإيران وعلى سواحل الخليج، إلا أن هذه المراكز هي جزء من مجموعة القوات الجوية - فضائية والقيادة الصاروخية للقوات البحرية التابعة لقوات الحرس. وتم بناء معظم هذه المراكز من قبل القوات البحرية التابعة لقوات الحرس.

ما هو الدور الذي ستطلع به المعارضة الإيرانية في مساعي لجم النظام الإيراني أو إسقاطه على الصعيدين الدولي والداخلي؟

كان الهجوم المتزامن للصواريخ والطائرات بدون طيار من على المنشآت النفطية السعودية بمثابة عمل حربي كامل شارك في صناعة قراره كل من خامنئي وروحاني وظريف وغيرهم من قادة النظام. وهم يحاولون عبثا قمع الانتفاضات الشعبية ومنع توسع وانتشار معاقل الانتفاضة عن طريق قمعها وإرهابها، وإخماد الاحتجاجات الشعبية ووقف الغضب الشعبي الانفجاري.

ووفقا لتقارير عديدة من داخل قوات الحرس، في أعقاب الهجوم الصاروخي على المملكة العربية السعودية، تم رفع جاهزية جميع قوات الحرس في كل أنحاء البلاد. أجرت قوات الحرس في مدن مختلفة مناورات لقمع الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية، حيث رأى النظام تهديداً كبيراً من الانتفاضات الشعبية داخل البلاد. ويعتمد نظام الملالي على تقاعس المجتمع الدولي في عدوانه وتجاوزاته. وطالما أن هذا النظام لا يتخلى عن هذه الانتهاكات والتعديات، فإن الحل النهائي للتخلص من الفاشية الدينية التي تشكل مصدر كل الأزمات في الشرق الأوسط هو تغيير هذا النظام غير الشرعي من قبل الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة.

كيفية لجم الأعمال العدائية للنظام من وجهة نظر المقاومة:

إعادة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة بشأن مشروع أسلحة الملالي النووية وحظر التخصيب.

طرد نظام الملالي ومرتزقتهم وميليشياتهم من العراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان.

إدراج وزارة الاستخبارات التابعة للملالي وغيرها من أجهزة القمع والتجسس والإرهاب في القائمة الإرهابية.

طرد جميع المرتزقة الرسميين وغير الرسميين التابعين للنظام.

على المجتمع الدولي أن يعترف بحق الشعب الإيراني في المقاومة والإطاحة بالفاشية الدينية ونيل الحرية.