نغمة رفع الصوت أسلوب بات قديما، وكان في السابق يستخدم للتقليل من مكاسب الفرق المتمكنة التي تضرب في الملعب وتترك الهراء لمن يحاول التشكيك، والمشهد أصبح أكثر وضوحا مع تقنية VAR التي تكشف كل التفاصيل خلال ثوانٍ، بل إن المراقب العادي يدرك أن هذا «الخطأ» تمثيلي وآخر صريح، ولن أذهب بعيدا، فخلال اللقاء الذي جمع الهلال بالاتفاق على ملعب الأخير كان هناك طرد صريح على مدافع الاتفاق لضربه لاعب الهلال هتان، وكاد الأخير أن تتعرض يده للأذى من جراء التهور، واكتفى الحكم ببطاقة صفراء باردة قابلتها بطاقتان صفراوان للفرج والشهراني لم يكن لهما مبرر، فضلاً عن أن هدف الاتفاق جاء من قرار غير صحيح على اعتبار أن الشهراني انزلق على الكرة ونال عقوبة مزدوجة، وقبل ذلك كانت هناك ضربة جزاء صريحة لهتان راحت أدراج الرياح، وحينما اُحتسبت ضربة جزاء للهلال ثارت ثائرة المناوئين وخرجوا كالعادة يرمون عبارات الضغط على القرارات التحكيمية ومحاباة الهلال، والأكيد أن ما يقال العكس، فالفريق الذي فاز بالأربعة لم تُحتسب له ضربة جزاء، وتم التغاضي عن طرد لاعب الخصم فضلاً عن أن الهدف الذي سجله المنافس من خطأ غير صحيح، علاوة على الكروت الصفراء التي وزعها على لاعبي الهلال دون مبرر، وأمام هذا المشهد تقف حائراً أمام صورة واضحة المعالم تكشف أحقية الهلال لعدة مكتسبات لم ينل منها سوى ضربة جزاء واحدة، ورأى الحكم أن الحالات الأخرى لا تستحق، وبالتالي تواصل الإسقاط وهذا الأسلوب اعتاد عليه الزعيم حينما يكون جامحاً للقمة ويتخم شباك المنافسين بلا هوادة، ومسلسل الرباعيات والخماسيات الزرقاء تذوق ويلها جميع الفرق بلا استثناء.

الأصوات العالية التي تحاول التضليل على «مكاسب» الهلال باتت مكشوفة بشكل أكبر مع التقنية الجديدة التي لازمت كرة القدم، وأصبحت تنصف الفرق الجيدة التي تسجل الحضور وتبحث عن «المكاسب».

وطبيعي حينما يكون الفريق يهاجم طوال الـ90 دقيقة أن يسجل كما كبيرا من الأهداف، وستكون له ضربات جزاء من جراء الضغط المتواصل، عموماً الأحداث التي ذكرتها في بداية حديثي كانت فقط عن لقاء الاتفاق، في حين شهدت مواجهة التعاون التي تسبقها هدفا ملغىً وضربتي جزاء لم تحتسبا، وقبلها أمام أبها كانت هناك ضربتا جزاء لإدواردو وخريبين راحتا مع زخم أهداف الزعيم.

وفي الختام لن نقول هذه الأصوات ستكون واقعية ولكن الحقيقة الدامغة ستكشف زيفها.