أعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أن فرنسا تدين "بشدة" الهجوم التركي الذي بدأ وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي،وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية "تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل" مضيفة "سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي"، وقالت وزيرة في ألمانيا: إن الهجوم التركي يشكل مخاطرا بعودة تنظيم داعش.
وصرح وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، أنه استدعى السفير التركي لإدانة هجوم أنقرة على القوات الكردية في شمال سوريا، وكتب على تويتر "لقد استدعيت السفير التركي، وأدعو تركيا إلى عدم السير على الطريق الذي اختارته"، ويهدف الهجوم، الذي عارضته دول الاتحاد الأوروبي وندّدت به دمشق، وفق إردوغان، إلى إقامة "منطقة آمنة"، بما يسمح بإعادة نحو 3,6 ملايين لاجئ سوري.
إردوغان سيدفع الثمن

من جهة أخرى توعد السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام، حليف الرئيس ترمب بأن الكونجرس سيجعل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "يدفع غاليا جدا" ثمن هجومه على القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا، وقال تم التخلي عن حلفائنا الاكراد بشكل معيب من قبل إدارة ترمب، مضيفا "سأقوم بكل الجهود في الكونجرس لجعل إردوغان يدفع الثمن غاليا جدا".
غارات تركية على رأس العين

شنت طائرات حربية تركية غارات على منطقة رأس العين الحدودية في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد وقت قصير من إعلان أنقرة بدء عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، ورافق الغارات قصف مدفعي متواصل يستهدف المدينة ما دفع السكان إلى النزوح، في وقت أعلنت قوات سوريا الديموقراطية بدء تركيا شن غارات "ضد مناطق مدنية" متسببة بحالة "هلع" بين الناس، وطالب الاتحاد الأوروبي بوقف الهجوم التركي في سوريا، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية تعلن مقتل مدنيين إثنين بسبب الغارات، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن "قصفاً جوياً ومدفعياً يستهدف مدينة رأس العين ومحيطها"، مشيراً إلى 4 غارات جوية على الأقل استهدفت المنطقة، وأشار إلى قصف مدفعي يستهدف قرى في محيط مدينة تل أبيض الواقعة على بعد أكثر من 100 كم غرب رأس العين، وقال شهود في مدينة رأس العين إن عشرات المدنيين من رجال ونساء وأطفال حملوا أغراضهم الشخصية خارجين في المدينة إن كان في سيارات أو سيراً، وأفاد الشهود عن بدء انتشار لمقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية في المدينة.

وحذرت منظمة العفو الدولية أطراف النزاع من استهداف المدنيين وأهداف مدنية، وقالت المنظمة إن "تركيا ملزمة بموحب القانون الإنساني الدولي أن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية"، ومع تصاعد التهديدات التركية خلال الأيام الماضية بشن هجوم ضد المنطقة الحدودية، انسحبت قوة أميركية، داعمة لقوات سوريا الديموقراطية، من منطقتي رأس العين وتل أبيض، وأثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب قواته من الحدود الشمالية انتقادات واسعة من سياسيين أميركيين وحتى كبار الجمهوريين، إذ اعتُبر بمثابة تخلٍ عن القوات الكردية التي شكلت حليفاً رئيسياً لواشنطن في معركتها ضد تنظيم داعش، وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية "النفير العام" في مناطق سيطرتها في شمال سوريا، داعية في الوقت ذاته روسيا إلى التدخل لتسهيل "الحوار" مع دمشق.



رئيس مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "حماية المدنيين"

من جهته دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا، تركيا إلى "حماية المدنيين" والتحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها العسكرية في سوريا، وعبر عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه يعود إلى الذين يصيغون قرارات حول سوريا الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع، وفي هذه الإطار تقوم الكويت وبلجيكا وألمانيا بصياغة نص حول المساعدة الإنسانية، وكان الدبلوماسي يتحدث قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول جمهورية الكونغو الديموقراطية.

تركيا تدعو أوروبا لاستعادة مواطنيها الجهاديين الاسرى في سوريا

ودعت تركيا أوروبا إلى استعادة مواطنيها الجهاديين الأسرى في سوريا، تزامنا مع العملية العسكرية التي تشنها في شمال سوريا، وأثارت العملية العسكرية التركية في شمال سوريا المخاوف بشأن مصير آلاف مقاتلي تنظيم داعش الذين يحتجزهم الأكراد حاليا قرب تلك المنطقة، وصرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن الدول الأصلية للأسرى لا تريد عودتهم، وأضاف أن ترمب "محق في هذا الأمر"، وأكد أن "دولا مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وبلجيكا لا تريدهم أن يعودوا، ولكنهم من مواطنيها وعليها استعادتهم ومحاكمتهم وتطبيق الاجراءات القضائية الواجبة عليهم"، وقال كالين إن تركيا ستضمن عدم فرار هؤلاء، وأضاف "نعمل على وضع خطة مع شركائنا والسكان المحليين هناك مثل الجيش السوري الحر".

كما أكد أن الهجوم التركي يهدف إلى إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا تسمح بإعادة اللاجئين، وتابع "نريد ايجاد ظروف لهم لإخلاء (المخيمات) براحة والعودة إلى بلداتهم وقراهم. لن نجبر أي شخص على الذهاب إلى أي مكان لا يريد الذهاب إليه، نحن لا نحاول تغيير التركيبة السكانية في أي جزء من سوريا"، وكان البيت الأبيض أعلن عن سحب قوة أميركية من الحدود التركية السورية كانت تمنع الأتراك من شن عملية ضد الأكراد، وقال إن تركيا ستتحمل مسؤولية الأسرى الجهاديين، لكن ترمب دعا الدول الأوروبية كذلك للتعامل مع مواطنيها الجهاديين الاسرى.



بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ضد القوات الكردية

بدأت عملية عسكرية تركية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الدول الغربية وتعتبرها التي تعتبرها أنقرة "إرهابية"، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في تغريدة على تويتر إن "القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري (مقاتلون سوريون مدعومون من أنقرة) باشرا عملية "نبع السلام" في شمال سوريا". وأوضح أن هذه العملية تستهدف "إرهابيي وحدات حماية الشعب وداعش" وتهدف إلى إقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، وتابع أن "المنطقة الآمنة التي سنقيمها ستسمح بعودة اللاجئين إلى بلدهم". وتهدد تركيا منذ 3 أشهر بإطلاق هذه العملية الثالثة التي تقوم بها أنقرة في سوريا منذ 2016.