بعد مرور أسبوع على توقيع الهيئة العامة للاستثمار وشركة "جي إل رافا" الكورية القابضة اتفاقية لتصنيع الأدوية البيولوجية في المملكة بقيمة 1.2 مليار ريال، في مشروع يعد الأول من نوعه محليا ليغطي مختلف مراحل تصنيع الأدوية البيولوجية، تعتزم المملكة التحول إلى قطب للصناعة الدوائية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هذا ما أكده الدكتور رائد السويد، نائب رئيس تجمع الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية، التابع لوزارة الصناعة، جاء ذلك خلال ندوة في الغرفة العربية البرازيلية، والعرض الذي قدمه في ندوة الصناعات الدوائية التي أقيمت الثلاثاء الماضي.

مزايا وحوافز لشركات الأدوية

أبرز السويد الحوافز والمزايا التي تقدمها السعودية لشركات الأدوية الراغبة بإقامة مصانع لها في البلاد. وقال: “يمكن للشركات البرازيلية أن تستثمر في المملكة بشكل مستقل أو من خلال مشاريع مشتركة (بموجب اتفاقيات شراكة وتعاون مع شركات سعودية أو من دول أخرى)”.

30.75 مليار سوق الدواء

وصل حجم سوق الدواء في السعودية إلى 8,2 مليار دولار (30.75 مليار ريال)، وبلغت حصة العقاقير الفموية الصلبة من هذا المجموع ما قيمته 3,5 مليار دولار. وقد بلغ حجم المبيعات من المواد البيولوجية والبدائل الحيوية حوالي 1,6 مليار دولار في آخر بيانات عام 2018.

استقطاب شركات برازيلية

يرى السويد أن البرازيل تمتلك إمكانيات هائلة في مجال اللقاحات والأدوية الجنيسة. وقال: “إننا متفائلين باستقطاب الشركات البرازيلية إلى المملكة خلال الأعوام المقبلة، لا سيما وأننا نشكل سوقاً يتزايد عدد سكانها ويتقدمون في السن”.

وأفاد أنه سيقوم خلال الأيام المقبلة بزيارة “معهد بوتنتان” و”مؤسسة اوزفالدو كروز” (فيوكروز). كما أكد أن الرئيس البرازيلي “جاير بولسونارو” سيدعى كضيف شرف للمشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الإستثمار“، المعروف أيضاً باسم “دافوس الصحراء”، والذي سينعقد في الرياض خلال الفترة 29 – 31 أكتوبر الجاري.

المملكة جسر لتصدير الأدوية

أكد نائب رئيس الغرفة العربية البرازيلية، أن السعودية ليست بمجرد وجهة نهائية للمنتجات البرازيلية، وإنما بلد يمتلك إمكانيات هائلة ليكون مركزاً وجسراً لتصدير الأدوية لكافة أسواق منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشارك في الندوة مدير إدارة تقييم المنافع والمخاطر في الهيئة العامة للغذاء والدواء بندر الحماد بعرض أكد فيه أن الدواء الذي يخضع لفحص “الوكالة البرازيلية للرقابة الصحية” (ANVISA) فعلى الأرحج أن يكون مطابقاً للمواصفات والمعايير الخليجية. وقال: “إنها نفس المعايير تقريباً. غير أن هناك مواصفات إضافية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يجب أن تكون المنتجات خالية من أي آثار للحم الخنزير أو الكحول”. أي أن المنتج يجب أن يكون حلالاً، مما يعني عدم وجود مكونات غير صالحة للاستهلاك الإسلامي.

وأفاد الحماد أن طلب التسجيل السعودي يمكن تقديمه الكترونياً، بهدف تجنب العقبات البيروقراطية. وصرح بأن الهيئة العامة للغذاء والدواء تتماشى مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع إقتصاد البلد العربي، وتسعى إلى إقامة شراكات مع القطاعين العام والخاص في البلدان الأخرى، ومع المنظمات الدولية.

فرص استثمارية واعدة

تعتزم الرابطة البرازيلية لصناعة الخامات الدوائية (ABIQUIFI) العمل مع السعودية خلال العامين المقبلين، وذلك لإطلاع شركات الأدوية البرازيلية على الفرص المتاحة في السوق السعودية. وذلك من خلال عقد ورش العمل حول كيفية الدخول إلى تلك السوق وشرح القضايا التنظيمية، وتنظيم البعثات التجارية، وتوجيه الدعوات للمسؤولين السعوديين لزيارة البرازيل. ويتوقع أن يحدث هذا في غضون السنوات الثلاث المقبلة بشكل أكثر فعالية وقوة.

وشارك في الندوة ممثلو حوالي 40 شركة برازيلية. من بينها المختبر الوطني للعلوم البيولوجية (LNBio)، وشركات (ALLEGRAN) و(BLANVER) و(BIOLAB FARMACEUTICA) و(NORTEC QUÍMICA).