كشف تقرير حديث لمجلس رصد الاستعداد للأوبئة الدولي التابع لمنظمة الصحة العالمية أن معظم الدول غير مهيأة ومستعدة للتعامل الأمثل مع الأوبئة، وأن حدوث وباء جديد قد يؤدي إلى وفاة 80 مليونا حول العالم في فترة وجيزة، إضافة إلى حدوث دمار اقتصادي هائل.

مبادرات عاجلة

حث التقرير على اتخاذ مبادرات عاجلة للاستعداد للطوارئ الصحية، حيث ذكر التقرير أولا أهمية التزام الحكومات بقانون الصحة الدولية (IHR 2005) من خلال اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التي من شأنها حفظ الأمن الصحي الوطني والدولي، مطالبا الدول الأعضاء على وضع الأولوية للإنفاق على برامج مراقبة الأوبئة والمخاطر، وتدعيم الأمن الدولي والتنمية المستدامة. وموصيا أعضاء مجموعة السبع (G7) ومجموعة العشرين (G20) ومجموعة الـ77 (G77) بدعم ما من شأنه تحقيق أهداف الأمن الصحي الدولي ومتابعة ذلك من خلال التقارير السنوية.

النطاق الوطني

طالب التقرير الدول الأعضاء ببناء نظام أمني صحي على النطاق الوطني للحماية من كافة المخاطر. كما ذكر التقرير أن على المجتمع الدولي الاستعداد لما قد يكون الأسوأ من حيث الوبائية وحثهم على بناء القدرات من حيث التصنيع الدوائي، وكذلك إنتاج اللقاحات والأمصال، وأهمية مشاركة التسلسل الوراثي لتلك الميكروبات لتدعيم الاستعداد ضد مخاطر الصحة العامة.

قانون الصحة الدولي

قال استشاري الأمراض المدارية والوبائية الجزيئية والمتخصص في الأمن البيولوجي الدكتور وليد السالم لـ«الوطن»: نتيجة وباء الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) عام 2003 تم استحداث قانون الصحة الدولي (IHR 2005). كما اجتازت 102 دولة التقييم (Joint External Evaluation JEE). واستحدثت 59 دولة الخطة الوطنية للاستجابة للمخاطر الصحية (NAPHS). كما تعهد قادة العالم من خلال مجموعة السبع (G7) ومجموعة العشرين (G20) ومجموعة الـ77 (G77) بمجابهة تلك المخاطر البيولوجية المؤثرة على الصحة الدولية. وتم استحداث أجندة الأمن الصحي الدولي عام 2014 من خلال 70 دولة عضوا لتعزيز الأمن الصحي الدولي. كانت الفضل في تلك الجهود بعد الله -سبحانه- بسرعة التدخل في وباء زيكا عام 2016، وكذلك الحد من وباء الإيبولا في الكونغو والتقليل من خطورة انتشاره إلى الدول المجاورة.

معاناة المنظومة الدولية

أوضح السالم أن المنظومة الدولية تعاني من تلك المخاطر البيولوجية، فتمت مراقبة 1483 وباء في 172 دولة حول العالم في الفترة بين 2011 و2018. كما أن المعاناة تزداد في الدول التي تعاني ضعف الحوكمة والمنظومة الصحية وغياب أولويات الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة. كما أن النزاعات السياسية الحربية لها دور كبير في ازدياد المخاطر الصحية وتحويل تلك الدول إلى مصدر لتلك المخاطر البيولوجية، وتهديد الصحة الدولية. أنفق العالم مليارات الدولارات نتيجة الأوبئة وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن الخسائر التي منيت بها الدول المسجلة لأوبئة الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) عام 2003 والإيبولا في غرب إفريقيا بين أعوام 2014 و2016 والإنفلونزا عام 2009 تجاوزت 148 مليار دولار (555 مليار ريال سعودي).

منظومة مراقبة الأوبئة

أبان السالم أن خبراء منظمة الصحة العالمية ينصحون ببناء منظومة وطنية لمراقبة الأوبئة، وهو ما يتطلب خبراء محليين في علم الأوبئة والأمراض المعدية والأحياء الدقيقة والطب البيطري والوبائية الجزيئية والجينوم والمعلوماتية الصحية والمعلوماتية البيولوجية. كما يتطلب ذلك النظام الوطني وجود مختبرات ذات كفاءة عالية لكشف المخاطر الصحية في الإنسان والحيوان، وآلية متقدمة في رصد ونقل البيانات بين الجهات ذات العلاقة في المنظومة. كما تحث المنظمة الدول الأعضاء على بناء القدرات الوطنية لإنتاج الأمصال واللقاحات والأدوية تعزيزا للأمن الصحي وتفاديا للمخاطر المحتملة، وتواجد نظام رعاية صحية أولية مثالي، إضافة إلى صحة عامة ذات مستوى عال لرصد كافة المخاطر المحتملة.

اتخاذ المبادرات العاجلة للاستعداد للطوارئ الصحية

أهمية التزام الحكومات بقانون الصحة الدولية (IHR 2005)

يجب على الدول الأعضاء وضع الأولوية للإنفاق على برامج مراقبة الأوبئة والمخاطر وتدعيم الأمن الدولي والتنمية المستدامة

يجب على الدول الأعضاء بناء نظام أمني صحي على النطاق الوطني للحماية من كافة المخاطر

يجب على المجتمع الدولي الاستعداد لما قد يكون الأسوأ من حيث الوبائية

الحث على بناء القدرات من حيث التصنيع الدوائي، وكذلك إنتاج اللقاحات والأمصال

أهمية مشاركة التسلسل الوراثي لتلك الميكروبات لتدعيم الاستعداد ضد مخاطر الصحة العامة


- مجموعة السبع (G7)

هي مجموعة الدول الصناعية السبع لاجتماع وزراء المالية من مجموعة الدول الصناعية الكبرى

- مجموعة الـ20 (G20)

تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، وتتألف مـن وزراء الماليـة ومحافظي البنوك المركزية، وتهدف المجموعة إلى الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التي تتسم بالأهمية والتنظيم لمناقـشة القـضايا الرئيسية المرتبطة بالاقتصاد العالمي.

- مجموعة الـ77 (G77)

هي تحالف مجموعة من الدول النامية. وهدف هذه المجموعة هو ترقية المصالح الاقتصادية لأعضائها مجتمعة، بالإضافة إلى خلق قدرة تفاوضية مشتركة ضمن نطاق الأمم المتحدة. كانت نواة تأسيس المجموعة في الأصل تتكون من 77 عضوا مؤسسا، ولكن المجموعة توسعت لتضم حاليا 130 دولة.