بينما حذر رئيس مركز ديمومة للدراسات الإستراتيجية والبحوث الدكتور تركي القبلان من أن إردوغان يشن حرباً شرق الفرات من أهدافها تهجير السكان الأصليين وإحداث تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة يخدم الأتراك، حملت تصريحات الرئيس التركي لغة ابتزاز لأوروبا بالتهديد بإرسال اللاجئين السوريين إلى أراضيها وتبتز أميركا بعلاقاتها مع روسيا.

غير أن وزير الخارجية الفرنسية لودريان رد على أنقرة بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لا يعمل بأسلوب الابتزاز، مؤكدا أن التدخل التركي سيساعد على إحياء تنظيم داعش في المنطقة، وهي المخاوف ذاتها التي تشارك فيها تركيا الأوروبيين.

واعتبر الدكتور القبلان أنه عندما يوجه أردوغان‬ الجيش التركي بأن يستهدف سد المنصورة الذي يغذي مليوني شخص بمياه الشرب، تتكشف معه ماهية الأهداف المراد تحقيقها من عملية شرق الفرات، لتشمل تهجير السكان الأصليين لإحداث تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة يخدم الأتراك.

تركيا تبتز الجميع

من جهته، لفت المحلل السياسي سامي البشير المرشد إلى أن تركيا تبتز ‫أوروبا بالتهديد بإرسال اللاجئين السوريين إلى أراضيها، وكذلك أميركا بعلاقاتها مع روسيا، في حين تبتز إيران‬ أوروبا بملفها النووي وكذا الولايات المتحدة بالتأثير في الانتخاب الرئاسية القادمة، غير أن ما يثير الشكوك في الأمر هو صبر أوروبا وأميركا على سلوك نظامي تركيا وإيران. وأكد المرشد أن تركيا أردوغان عبثت بالثورة السورية منذ بدايتها وتاجرت باللاجئين مع أوروبا وباعت قضيتهم وتحالفت مع إيران وروسيا على حساب ثورتهم وسلمت مدنهم وقراهم للنظام وإيران ومزقت وحدة جيشهم الحر واستغلت محنتهم أسوأ استغلال، وتابع «في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن كيفية مواجهة تداعيات العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سورية وشجبها وإدانتها، تقوم القوات التركية الغازية باستكمال تنفيذ جريمتها بحق الأكراد والسوريين جميعا».

حجة واهية

وأضاف المحلل السياسي أن احتلال أراضي الدول الأخرى واقتطاع جزء منها أو كلها بذريعة المحافظة على الأمن، حجة واهية لا يقبلها عقل ولا منطق ولا قانون، وتابع «فصدام عملها مع الكويت.. وإيران تفعلها مع العراق وجزر الإمارات وإسرائيل مع فلسطين وسورية، وإردوغان تركيا يعيد نفس المنهج والمنطق العجيب، وسيخسر كما فشل غيره».

أبدى المرشد أسفه على بعض العرب الذين يتجادلون ويفاضلون بين الاحتلال الإيراني أو التركي لسورية، واصفاً ذلك بالأمر المعيب وغير اللائق، وقال «كلاهما احتلال بغيض لأرض دولة عربية شقيقة بغض النظر عن سوء النظام السوري الحالي وخيانته»، مشددًا على أن واجب العرب إدانة الاحتلالين ودعم الشعب السوري ومساعدته بقوة للخلاص وطرد إيران وتركيا وكل محتل.

وضع خطة للدفاع

‏وشدد المحلل السياسي المرشد على أنه لا حل أمام العرب إلا الالتقاء ووضع الخطط الجادة للدفاع عن أرضهم وكرامتهم أمام الفرس والأتراك، لأن الوضع خطير وقاتم ولا يحتمل التسويف أو الانتظار، وما حدث في العراق، مؤخرا، وما يحدث حالياً في الشمال السوري، وقبله الاعتداءات المتكررة في الخليج وغيرها في مصر وليبيا وقطر تكشف حجم المؤامرة.

وتجدر الإشارة إلى الموقف النرويجي الدولة الحليفة لتركيا ضمن الناتو بقرار تعليق جميع صادرات الأسلحة إلى تركيا بسبب الهجوم التركي في شمال سورية، وقرار مماثل اتخذته فنلندا، أول من أمس.

كيف لعب إردوغان على أوراق الأزمة؟

- عبث بالثورة السورية منذ بدايتها

- تاجر باللاجئين مع أوروبا وباع قضيتهم

- تحالف مع إيران وروسيا على حساب الثورة

- سلم المدن والقرى للنظام السوري وإيران

- مزق الجيش الحر واستغل محنتهم