أكد استشاري الأمراض المدارية والوبائية الجزيئية والمتخصص في الأمن البيولوجي الدكتور وليد السالم لـ»الوطن» أن 75% من الأمراض المعدية ناشئة من الحيوان، موضحا أن السبيل للتقليل من تأثير الأمراض حيوانية المنشأ ذات الأثر على الصحة العامة يتطلب تعاونًا مباشرًا من كافة القطاعات وشراكات متعددة التخصصات لا سيما بين التخصصات الصحية البشرية والحيوانية.

فاشيات معدية

يقول السالم: تسببت الأمراض حيوانية المنشأ بالأوبئة منذ آلاف السنين حيث دونت الكتب تفشيات فيروس داء الكلب لآلاف السنين. كما أن معظم تفشيات الأمراض المعدية تنشأ من الحيوانات حيث إن ثلاثة أرباع تلك الأمراض حيوانية المنشأ. كما تسببت تلك الفاشيات الحيوانية بحالة الطوارئ الدولية، حيث قدر البنك الدولي أن 6 من أوبئة الأمراض الحيوانية المنشأ خلال الفترة 1997 - 2009 أسفرت عن خسائر اقتصادية تفوق 80 مليار دولار، والأمثلة عديدة ابتداء من مرض فيروس إيبولا ومتلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط وأنفلونزا الطيور ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة (السارس) واعتلال الدماغ الإسفنجي البقري.

تهديدات صحية

أبان أن هذه الأمراض تؤثر على العديد من البلدان حيث تتسبب في الوفيات بين البشر والحيوانات مما يسبب اضطرابات في التجارة الإقليمية والعالمية، ويجهد موارد الصحة العامة المحلية والإقليمية والعالمية. ترتبط التهديدات الصحية الناشئة حديثًا بالتكاليف الاقتصادية الكبيرة، بما في ذلك الآثار المباشرة وغير المباشرة على نظام الرعاية الصحية والتكاليف المرتبطة بالاستجابة الفعلية وتعطيل النشاط الاقتصادي بشكل عام. كما أن السبيل للتقليل من تأثير الأمراض حيوانية المنشأ ذات الأثر على الصحة العامة يتطلب تعاونًا مباشرًا من كافة القطاعات وشراكات متعددة التخصصات لا سيما بين التخصصات الصحية البشرية والحيوانية. كما يتم تحديد عبء الأمراض الحيوانية المنشأ والكشف عن مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ المستوطنة والناشئة، والاستجابة لها مع إعطاء الأولوية للأمراض ذات الأثر الأكبر على الصحة العامة. كما يجب استحداث استراتيجيات الوقاية والكشف والاستجابة المناسبة بشكل فعال. حيث يعد OneHealth الأكثر ملاءمة وفعالية ويؤدي إلى الاستخدام الفعال للموارد.

طرق انتقال المرض

أشار السالم إلى أن الأمراض حيوانية المنشأ تنتقل ابتداءً عن طريق التلامس المباشر مع الحيوانات أو إفرازاتها كاللعاب أو الدم أو البول أو المخاط أو البراز أو سوائل الجسم الأخرى للحيوان المصاب، كما تنتقل بعض الأمراض من خلال عض أو خدش الحيوانات للإنسان، وتنتقل أيضا بعض الأمراض بواسطة ملامسة تلك الحيوانات.

كما يتم أيضا انتقال الأمراض بواسطة الاتصال غير المباشر في المناطق التي تعيش فيها أو الأسطح الملوثة بالجراثيم التي تصيب الحيوانات، إضافة إلى نواقل الأمراض، والتي تلعب دورا في نقل الأمراض حيوانية المصدر من خلال البعوض أو القراد أو ذبابة الرمل أو البراغيث وغيرها من النواقل.

كما تنتقل الأمراض كذلك بواسطة الأغذية والمياه الملوثة فتناول أو شرب شيء غير آمن مثل الحليب غير المبستر أو اللحم غير المطهو جيدًا أو البيض أو الفواكه والخضروات النيئة الملوثة بالبراز من حيوان مصاب تساهم بانتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان.

الوقاية من الأمراض

ذكر الدكتور وليد السالم بعض الطرق الوقائية من الأمراض المعدية أبرزها: المحافظة على نظافة اليدين فيتحتم على الإنسان غسل اليدين بالماء والصابون مباشرة بعد التواجد في بيئة الحيوانات حتى وإن لم تلامس يديك أي حيوان، وهذا يعد من أهم الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتجنب الإصابة بالأمراض الحيوانية مما يؤدي إلى الانتقال من مرحلة العدوى الأولية بين الحيوان والإنسان إلى العدوى بين الإنسان والإنسان لذات المرض، ويجب التعرف على الإجراءات الوقائية الأساسية عند تربية الحيوانات الأليفة داخل المنازل واتخاذ كافة الإجراءات لمنع الإصابة المباشرة مع تلك الحيوانات الأليفة. كما ينتشر حاليا سلوك بشري حديث بتربية الحيوانات المفترسة، وقد تشكل تلك السلوكيات منعطفا خطيرا في انتقال الأمراض بين الحيوان للإنسان، وقد نشهد ميكروبات لم نشهدها مسبقا لذا يجب الحذر واتخاذ الإجراءات الوقائية لذلك.

وأضاف السالم، تعتبر نواقل المرض مصدرا أساسيا لنقل الأمراض الحيوانية، لذا يجب اتخاذ السبل الوقائية لتجنب لدغات البعوض والقراد والبراغيث وخلافها من نواقل الأمراض.

أمراض يمكنها أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر

-فيروس داء الكلب

-مرض خدش القطط

-الجمرة الخبيثة

-فيروس الأرف

-الجيارديا

-داء المقوسات

-عدوى الأسماك

-حمى الببغاء

-السعفة

-السالمونيلا

-داء البريميات