التوقف الذي اكتنف مسيرة الفرق السعودية خلال الأيام الماضية كان محصورا على المستطيل الأخضر، في حين أن هناك حراكا خارج أروقة الأندية، ففي النصر ظهر بيان عريض المعالم فحواه تكسوه المظلومية من الصافرة وتقنية الـvar، وتخلل ما بين السطور إسقاط على الفرقة الشبابية ونعتت بالخشونة، وجاء الرد الشبابي سريعا حيث وصفوا البيان النصراوي بالهزيل وبرؤوا ساحتهم من الاتهامات التي وجهت لهم، وفي الأهلي اشتعلت الخلافات بعد فشل التعاقد مع المدرب السابق السويسري جروس، ولم يكن البيت الاتحادي بأحسن حال، فالأجواء ملبدة بالغيوم المخيفة حول مستقبل الفريق والجهاز الفني الذي يقوده التشيلي سييرا، الذي يبدو أن أيامه باتت معدودة، وربما أن الهلال الأكثر هدوءا داخل أروقته، ويعمل رجالاته لهدف توفير أفضل الأجواء التي تكفل التوازن في مشواره المحلي والآسيوي، وربما أن الإصابات التي يعانيها الفريق الأكثر قلقا في المشهد الهلالي قبل انطلاق الجولة السابعة، التي تأتي بعدما خاض منتخبنا مواجهتين أمام سنغافورة وفلسطين، وكانت المواجهة الأخيرة في فلسطين، وتحديدا في أرض رام الله، الانتصار الحقيقي قبل أن تبدأ المواجهة داخل الملعب، بعد أن أدى الوفد السعودي الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تحول الحلم إلى حقيقة في تأكيد أن الرياضة تسامح بين البشر ولا تتوقف عند حد الفوز والخسارة.

وفي خضم هذا العراك داخل الملعب وخارجه كانت فعاليات موسم الرياض تتجلى كمشهد جديد في ملامح الترفيه بالعاصمة، ولا شك أن هناك عملا كبيرا لتحقيق الهدف المنشود، بالإضافة لإيجاد دخل اقتصادي على اعتبار أن الترفيه يعد في كثير من البلدان دخلا قوميا وموردا رئيسيا، والهيئة ممثلة في المستشار تركي آل الشيخ رسمت إستراتيجيات عديدة في هذا الشأن، والأهم أننا سنصل في القريب العاجل لتصدير ثقافة بلادنا الأحادية للخارج، والتأكيد أن السعودية مستقلة في توجهها، ونجزم أنه لا يمكن الحكم على الترفيه من خلال فعاليات سريعة، لأن العمل سيكون أكبر وأشمل، والأماني أن نشاهد كل الألوان التي يتذوقها الجميع بمختلف الفئات العمرية والتوجهات لإشباع نهمهم والتفاعل مع الأجواء الجميلة التي تكتنف بلادنا، عموما استثمار الوقت والمكان والإنسان ثلاثة متغيرات يفترض الاستفادة منها على الوجه الأفضل، ورياضنا الحبيب رحب لتحقيق التطلعات المنشودة، والأكيد أنه بالإمكان بناء ملاعب وصالات خاصة للترفيه تخدم على مدار مئات السنين، تديرها عقول نيرة تحمل مؤهلات مختلفة بجميع المجالات، وبالتالي الفرصة مواتية لخلق وظائف جديدة يقودها شبابنا وشاباتنا، كلٌّ بما يتناسب مع إمكاناته.