جرت العادة في الحروب القديمة أن يكون للجيش أربعة طوابير هي: الميمنة والميسرة والمقدمة والمؤخرة، والخونة هم الطابور الخامس الذي يكون مخترق العدو من أبنائه.

وفي واقعنا العربي اليوم الكثير من الطوابير العميلة التي خانت أوطانها، وعملت لأنظمة أجنبية وتنظيمات عالمية، وأسوأهم الذين يتاجرون بالدين ويشرعنون الطوبرة ضد أوطانهم وعروبتهم.

وقد يكون هذا الطابور في داخل الطابور الوطني ليثير الفتنة من داخله، فيناصر العدو، ويشكك في المخلصين بالمزايدات الخبيثة.

وقبل أيام تفضل صديق وطني مخلص عمل كمستشار أمني وخدم الوطن وأدار لجنة المناصحة، حيث حاضر في اليوم الوطني في أحد النوادي الأدبية بعنوان: (قراءة في التعليم والإرهاب)، وذكر التغلغل الإخواني في التعليم (الذي أشار إليه وزير التعليم) وفي منابر المساجد (الذي أشار إليه وزير الشؤون الإسلامية) كما تلقى خطاب شكر من معاليه يقدر فيه محاضرته.

ولكن هناك من امتهن الطعنات المزدوجة، حيث أنكر التغلغل وشكك في الوطنيين، فكتب تحت عنوان: (يسيئون ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً)، وقد أشرت لمثله في مقالي (المزايدة الغبية) ثم في مقالي (التطرف الوطني).

وعليه فيجب الحذر من هؤلاء الذين يثيرون الفتنة، فيفرح بهم من يزعم أنه يقاومهم، وهو يتستر عليهم، ويزايد على من يحذر منهم، فيطيرون فرحاً بمقالاته لتحقيق أجنداتهم الحزبية المؤدلجة، والوطن فوق المصالح الخاصة، والصاعدون على أكتاف المخلصين المناضلين لمصلحة الوطن وأمنه السياسي والفكري.