منذ عقد من الزمان، في عام 2009، انطلقت شركة الهواتف السويدية Teliasonera لبناء واحدة من شبكات الجيل الرابع اللاسلكية الأولى في العالم، وذلك في بعض مدن الدول الاسكندنافية الأكثر أهمية والأكثر تطورا من الناحية التكنولوجية، بالنسبة لأوسلو، عاصمة النرويج، اتخذت Teliasonera خيارا جريئا وغير متوقعا لمن الذي سيقوم بوضع البنية التحتية لهذا المشروع، فوقع الخيار آنذاك على شركة Huawei، وكانت هذه الشركة ذات وجود قليل خارج الصين وبعض الأسواق النامية الأخرى.

منافسة الشركات الأوروبية

كتبت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا عن الهيمنة الصينية على 5G، وكيف استطاعت الصين أن تسيطر على هذه التقنية، التي يعتبرها الكثيرون تقنية المستقبل.

في العام نفسه، حصلت شركة Huawei على عقد أكبر وغير متوقع لإعادة بناء واستبدال شبكة الهواتف المحمولة النرويجية بالكامل، وتم بناؤها أولا من قبل حاملي المعايير العالمية: "إريكسون" من السويد و"نوكيا" الفنلندية.

في نهاية المطاف، أكملت الشركة الصينية أكثر شبكة طموحة في العالم قبل الموعد المحدد وبميزانية أقل.

بالنسبة للكثيرين في صناعة الاتصالات اللاسلكية، كانت لحظة كبيرة لشركة Huawei والصين، إذ لم تعد شركة Huawei مجرد منافس في السوق الصينية.

فجأة، كان لدى "هواوي" أحدث التقنيات الخاصة بها، وكانت تهزم الشركات الأوروبية العملاقة مثل إريكسون ونوكيا في عقر دارها.

تقنية اقتصاد المستقبل

بكل بساطة، ستكون 5G الجهاز العصبي المركزي لاقتصاد القرن الحادي والعشرين، وإذا استمرت هواوي في صعودها، فإن بكين وليست واشنطن ستكون في وضع أفضل للسيطرة عليه.

إن قدرة Huawei المذهلة قد أحدثت موجات صدمة ليس فقط من خلال الصناعة، ولكن أيضا من خلال العواصم الغربية، لقد تحول نجاح هذه الشركة إلى هدف لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يحذر من أن دور الشركة المتزايد في شبكات الاتصالات العالمية يمكن أن يمكّن بكين من استخدام سيطرتها على السباكة الرقمية في العالم للتجسس على الدول المتنافسة أو سرقة أسرارها التجارية.

وقال تيم روهليج من المعهد السويدي للشؤون الدولية، الذي يبحث في تقنيات الجيل الخامس: "تتحول شركة 5G إلى ساحة معركة جيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين".

مشكلات أمنية

في أواخر الشهر الماضي، أثار تقرير نقدي صادر عن هيئة مراقبة الجيل الخامس البريطانية المخاوف أيضا من أن هواوي قد تكون حصان طروادة عالي التقنية. وخلص التقرير إلى أن "العيوب الأساسية" تركت برامج الشركة وأنظمة الأمن السيبراني مفتوحة للمتسللين، مما أثار مشكلات أمنية "مهمة"، ومع ذلك، ألقى التقرير باللوم بشكل رئيسي على الهندسة غير الدقيقة، ولم يعثر على أي دليل على أن مواطن الضعف قد تم تقديمها في اتجاه السلطات الصينية؛ كما أنه لم يصل إلى حد اقتراح حظر تام.

تمكنت "هواوي" أن تخلق لها اسما تجاريا منذ بداية التسعينيات، وأن تتطور بشكل كبير، خصوصا بوجود الكثير من الأدوات الخاصة بها في عالم الهواتف المحمولة، واليوم، تكرس الشركة جهودها في مجال البحث والتطوير إذ تصرف ما بين 15 و20 مليار دولار في هذا الجانب، بالإضافة إلى 80 ألف شخص مكرسون للبحث والتطوير.

عوامل الارتقاء

لا يوجد تفسير واحد يفسر نجاح هواوي أو براعة تقنية حديثة، لكن هناك عوامل لارتقاء هذه الشركة أولها ميزة التكلفة المنخفضة، وكذلك دعم الدولة، وحماية الحكومة من المنافسين الأجانب، وسوق محلية ضخمة، ما أدى إلى عائدات ضخمة ومضاعفة بسرعة، ولم يكن من قبيل المصادفة أن مؤسس الشركة رن تشنج كان من قدامى المحاربين في جيش التحرير الشعبي الصيني.

وتنكر هواوي تلقيها المساعدات المباشرة من الدولة، وعلى الرغم من ذلك، كان رين متيقنا بشأن أهمية السياسة الصناعية الصينية كمفتاح لنمو الشركة.

وقال إنه بدون سياسة بكين المتمثلة في حماية الشركات الصينية من المنافسة الأجنبية العدوانية في الداخل، "فإن هواوي لن يكون لها وجود".

تحقيق أرباح خيالية

الآن، يتم عكس الوضع السابق لما كان عليه الوضع بشأن تقنيتي G3 وG4، لأن هواوي تمتلك براءات اختراع مرتبطة بشبكة 5G أكثر من أي شركة أخرى، وذلك وفقا لشركة IPlytics، وهي شركة مقرها ألمانيا تتعقب تطوير الملكية الفكرية، وهذا يعني أن الشركات الأخرى سوف تضطر لدفع أموال طائلة لهواوي، وذلك لاستخدام الأجزاء الرئيسية من تكنولوجيا 5G.

أعلى الشركات حصولا على براءات الاختراع في تقنية 5G

- هواوي (الصين): 1529

- نوكيا (فنلندا): 1397

- سامسونج (كوريا الجنوبية): 1296

- زي تي إي (الصين): 1208

- إريكسون (السويد): 812

- كوالكوم (الولايات المتحدة): 787

- إل جي (كوريا الجنوبية): 744

- إنتل (الولايات المتحدة): 550

- أكاديمية الاتصالات الصينية (الصين): 545

- شارب (اليابان): 468