أذكر أني كنت في مجلس، ودار حوار عن شغل النساء للوظائف في الأسواق والمراكز التجارية، كانت لغة الحوار واحدة تقريبا، أن ليس هنالك امرأة ستكون في هذا الموضع وهذا المسمى الوظيفي، إلا وقد رضيت أن تتنازل عن شيء من أخلاقها، كأن عملها هذا خادش للحياء أو لتعاليم الدين!. في حين لو استوقفنا التاريخ قليلا لوجدنا حديث ابن سعد حين روى «أن زينب بنت جحش زوج الرسول، صلى الله عليه وسلم، كانت امرأة صنّاع اليدين، فكانت تدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه». وعن الربيّع بنت معوذ قالت: «كان عبدالله بن أسماء بنت مخربة يبعث إليها بعطر من اليمن، وكانت تبيعه إلى الأعطية، فكنا نشتري منها». لذا يبدو لي يا عزيزتي أن المجتمع ليس هو فقط من يحاربك ويرفض استقلالك بل بنات جنسك. وبالرغم من أني كنت أمُقت مقولة أن عدوة المرأة هي المرأة، إلا أن هذا هو ما ينطق به لسان حال مجالسنا وحواراتنا وتطلعاتنا، والحديث غالبا لا بد أن يدور ويظهر مؤيدين ومعارضين، ولكن كثيرا ما أقول، الجميع يتحدث حتى في حال عدم وجود شيء مهم لديه، لا بد أن يتحدث.