في إحدى المحاضرات في جامعة الملك سعود بالرياض، قال الأستاذ الدكتور لطلابه بعد أن رأى التجهم والحيرة يغطيان وجوههم في أول المحاضرات التي تخص المبيعات والتسويق: أعلم أنكم محبطون من هذا التخصص، وبعضكم أجبر على دخوله ليجد له طريقا للتحويل إلى تخصص آخر، ولكن هذا يعني أنكم لا تعلمون ما هو دور المبيعات فيما حولكم؟.

المبيعات (والتي تنمو بالتسويق) هي أحد العوامل الأساسية التي جعلت أميركا وألمانيا والصين تصنف اليوم في أعلى قائمة الدول العظمى على مستوى العالم، لأنها أصبحت دولا ذات اقتصاد أضخم من غيرها، فاستطاعت فرض نفوذها سياسيا وغير سياسي.

ولكن حينما يفهم البعض هذه القاعدة، ويطبقها تحت مبدأ أن التسويق الإلكتروني هو ما يزيد مبيعاته، ويقوم بتطبيق قاعدة في (دماغه الناشف) اسمها (التسويق بالغصب) هنا تبدأ المشكلة.

فبمجرد أن تفتح أي تغريدة لإحدى الصحف أو صفحات المشاهير أو الفعاليات أو حتى الهاشتاقات النشطة، تجد إعلانا صمم بطريقة غبية قد تم نشره وإعادة نشره مرات عدة في نفس المكان، بعدد أكثر من عدد المتابعين أنفسهم لهذا الحساب، لتبقى تبحث عن التغريدات الأخرى غير إعلانات صاحبنا هذا، فلا تجد، وكأنك تبحث عن (إبرة في كومة قش).

وإن قررت المغادرة من تويتر بكبره، وذهبت إلى موقع عربي له عدد من المشاهدات، فعليك أن تكون (هكر)، لتفهم طريقة التصدي للروابط (المنبثقة التي تنبثق عليك من كل منبثق)، وكلها تسألك وتتحايل عليك وتترجاك، وتتغزل بك، ولم يتبق سوى أن تمسك بإصبعك بالغصب لتضغط على موافق لرؤية إعلانهم.

المصيبة ليست هنا، المصيبة أنه يوجد من يعمل بهذه الطريقة لعدة أعوام ولم يجد نموا في مبيعاته، ويصر كل الإصرار على أنه لن تزيد مبيعاته إلا إذا بقي (راسيا شامخا صامدا) على مبدأ أنه لا زيادة في المبيعات إلا إن اتبعنا مبدأ (التسويق بالغصب).