فيما أعرب وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، عن طموحه في الوصول إلى اليوم الذي تستغني فيه الوزارة عن السنة التحضيرية في الجامعات السعودية نتيجة تحسن نواتج التعلم في التعليم العام، دار الجدل بين مختصين وتربويين بجدوى هذا الطموح بين التأييد المباشر والتمهل في تطبيق القرار حتى يتم ردم الفجوات المتراكمة التي ظهرت مع نواتج التعليم العام.

مناهج وطرق تدريس

أكدت الباحثة في السياسات والقيادات التعليمية والثقافات الاجتماعية الدكتورة نورة عبدالله الهديب لـ«الوطن»، أن السنة التحضيرية الغرض منها تهيئة الطالب للإبحار في تخصصه، حيث إنه في ظل التطور الملحوظ في جميع المجالات، فإن وجود السنة التحضيرية دليل على وجود فجوات متراكمة ظهرت مع نواتج التعليم العام، مرجعة السبب إلى النقص المعرفي والعلمي في محتوى بعض المناهج وطرق تدريسها.

جهود بحثية

أضافت الهديب: لعلاج هذه المشكلة يجب أن يكثف المختصون جهودهم البحثية التي تهتم بالعلوم الاجتماعية، النفسية، الثقافية، الصحية، العلمية، باستخدام نظريات معينة تهتم بالعلوم الاجتماعية بشكل عام، لأن من خلالها يمكن التعرف على حاجة الطفل والأسرة والمجتمع مستقبلا، بتحويل تلك الحاجة إلى مادة معرفية أو علمية في محتوى مناهج التعليم العام، وحينها سيكون لنواتج التعليم دور بارز للاستغناء عن السنة التحضيرية.

التنافس بين الجامعات

أشارت الباحثة في السياسات والقيادات التعليمية، إلى ضرورة التنافس بين الجامعات للوصول للتصنيفات الدولية، ولكن الأهم هو قيمة ما تقدمه لطلابها وللوطن، فعطاؤها وفائدتها محليا دليل على نجاحها مستقبلا لأن نقطة البداية هي الاهتمام في القيمة المحلية، فالفكر والنقد والفلسفة من الأمور المطلوبة لرقي أي مجتمع، لذلك يجب التركيز على علم المنطق وتشجيع العقل على التفكير النقدي من خلال مناهج التعليم العام فذلك أمر غاية في الأهمية، لكون أن العقل يحتاج لتشغيل أدواته والعلوم المذكورة تدعم هذه الأدوات.

برامج التطوير

في ذات الإطار لفتت الهديب، إلى أن برامج البحث والتطوير لدعم الجامعات تحتاج لتكثيف جهود من المختصين لمعرفة نواقص وحاجات المنظومة التعليمية بشكل عام، ليتم من خلالها رسم مسارات بحثية للتطوير المستدام، أما بالنسبة للخطط الدراسية والبرامج المقدمة فإنها تحتاج دعم أولي من التعليم العام لأن مهارات التعلم ومرونة الاستخدام تحتاج إلى تدريب وتأهيل الطلاب للتعامل معها.

وأوضحت بأنه لزيادة إنتاج الجامعات والاستفادة من إيجابياتها، سيكون من الجيد أن تبث روح المنافسة بينها لرسم ثقافة مخصصة تتميز بها كل جامعة، ولتوثيق ذلك يجب أن تبرز الخبرات ويتم تبادلها بما ينفع الجامعات على مستوى المملكة.

وقالت «إن سياسات التعليم العالي في الخارج، تقوم بناء على احتياجات المجتمع والدولة لترسم إستراتيجيات متقاطعة تصب في مصلحة مستقبل الطالب والمجتمع والدولة، فالتعليم هو نقطة الالتقاء التي ترسم من خلالها خطوط رئيسية وفرعية لتواكب تطلعات المستقبل.

تطوير العملية التعليمية

أكد الخبير التعليمي عوض الشمراني، أن وزارة التعليم نجحت في قطع شوط كبير في تطوير العملية التعليمية خلال الفترة الماضية بشكل ملفت ومن خلال منهجية واضحة، ولا زالت الوزارة في سباق مع الزمن لتحقيق الأهداف المرسومة في وقتها المحدد بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030، والتي من ضمنها برنامج التحول الوطني 2020.

طموح قد يتحقق

أضاف الشمراني قائلا: أفصح وزير التعليم في خطوة تطويرية خلال لقائه بقيادات التعليم الجامعي والمهني عن طموحات الوزارة في الاستغناء عن السنة التحضيرية، إذا تحسنت نواتج التعلم في التعليم العام، ومن وجهة نظري أن هذا الطموح قد يتحقق بنسبة كبيرة خاصة بعد تطبيق نظام المقررات في المرحلة الثانوية على جميع المدارس، حيث أصبح نظام المقررات يقوم بنفس الدور الذي من أجله أقرت السنة التحضيرية.

الفجوة السابقة

لفت الشمراني، إلى أن الفجوة التي أحدثها النظام الفصلي (السابق) بين مخرجات المرحلة الثانوية ومرحلة البكالوريوس كان سببا رئيسا لتحرك المعنيين بسياسة وتطوير التعليم لإيجاد الحلول المناسبة لردم تلك الفجوة بما يحقق المصلحة التعليمية والنظام التعليمي بشكل عام، حيث نتج عن ذلك إقرار ما يسمى بالسنة التحضيرية، وكان الهدف منها تهيئة الطلاب الملتحقين بالجامعة حديثا وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة قبل تحديد تخصصاتهم العلمية بما يناسب قدراتهم وميولهم ومعدلاتهم التحصيلية، حيث كانت السنة التحضيرية بمثابة إعادة تحديد المسار من جديد بمهارات سبق وأن درسها الطالب في المرحلة المتوسطة والثانوية ولكنه لم يكتسبها بالشكل المطلوب الذي يؤهله لدخول التخصص الجامعي بشكل مباشر.

معدل تراكمي

بين الخبير التعليمي، أن السنة التحضيرية لا تحتسب ضمن سنوات دراسة مرحلة البكالوريوس ولا تدخل كذلك ضمن معدل الطالب التراكمي، وإنما يستفيد منها الطالب في المفاضلة عند التوزيع على التخصصات والكليات حسب المقاعد المتاحة، كما تخضع السنة التحضيرية لنظام الدوام الكامل للطلاب المنتظمين في الفترة الصباحية خلال سنة دراسية حسب المسار الذي يختاره الطالب.

نظام المقررات

أضاف الشمراني: كان من أهم الحلول التي آتت ثمارها وأثبتت فاعليتها التكاملية بين مخرجات المرحلة الثانوية ومرحلة البكالوريوس تطبيق نظام المقررات في المرحلة الثانوية والذي تم تطبيقه تدريجيا وبشكل مرحلي على جميع المدارس الثانوية بنين وبنات حيث يكتمل تطبيقه وتعميمه مع بدء العام الدراسي القادم 1441 / 1442، وبالتالي إلغاء النظام الفصلي والذي كان أحد أسباب المشكلة.

المهارات الحياتية

أشار الشمراني، إلى أن نظام المقررات يشبه إلى حدٍ كبير التعليم الجامعي في مضامينه وآلياته، فالطالب يكون فيه أكثر انضباطية وأكثر مسؤولية، كما يتم إكسابه في هذه المرحلة بعضا من المهارات الحياتية ومهارات التفكير الإبداعي.

تغيير مسمى

شدد الشمراني، بأنه وفي ظل هذه التعديلات الضخمة والجهود التي بذلتها الوزارة لتطوير المرحلة الثانوية، إلا أنها لم تعمل على تغيير مسماها بمسميات تتواكب وحجم التطوير الجذري وغير المسبوق الذي تعيشه الوزارة ولا يعكس حجم الجهد المبذول لتطويرها. واقترح الشمراني تغيير مسمى (مرحلة الثانوية العامة) واستبدالها بمسمى (مرحلة المسارات العلمية) حيث يتواكب المسمى الجديد مع مضامين ومحتوى التطوير لهذه المرحلة، وستكون وزارة التعليم بذلك سباقة ومتفردة في اختيار هذا المسمى بين مثيلاتها من الوزارات التعليمية في الدول العربية والتي قد تحذو حذوها في اختيار هذا المسمى لمنظومتها التعليمية.

من أهداف السنة التحضيرية

1 تأقلم الطالب مع البيئة الجامعية

2 تدعيم الثقة

لديه

3 تعزيز قدراته في مجال العلوم الحيوية وعلوم الحاسب ومهارات الاتصال

4 ترقية مهارات التفكير والتعلم لديه

5 اكتشاف التخصص المناسب

6 المشاركة في المؤتمرات العلمية والبحثية

7 التمكين من مهارات البحث والتطوير

8 تلقي التدريب اللازم لمهارات الإلقاء وغيرها من المهارات التكنولوجية

أبرز مناهج السنة التحضيرية

أحياء عامة

إحصاء عام

لغة

إنجليزية

(1، 2، 3، 4)

فيزياء عامة

مهارات حاسب

مهارات اتصال

الرياضيات

مهارات

التعلم

والاتصال