يعتبر التلعثم أو التأتأة أحد اضطرابات الكلام وتحديدا أحد اضطرابات الطلاقة، والذي يصيب 1 % من أفراد المجتمع، ولهذا الاضطراب آثار جانبية خطيرة، ويأتي تشخيص الباحث الأكاديمي ومعالج اضطرابات اللغة والتواصل طلال عياش الحربي بقوله: «غالبا ما يكون شخصا انطوائياً متردداً، خائفا قلقاً، فاقداً للثقة في نفسه بحيث يشعر معظم الوقت أنه جزء منفصل عن مجتمعه وعن الآخرين، كما يشعر بالعجز أكثر من غيره؛ لأنه لا يستطيع إخفاء أو إضمار صعوبات الكلام؛ وهو غالبًا عرضة للسخرية والاستهزاء من الآخرين، فالتَّلعثُم من أكبر العقبات التي تواجه الفرد وتقف حائلاً دون نجاحه سواء في الدراسة أو العمل أو في الحياة الاجتماعية بصفة عامة».

التفاعل الاجتماعي

يعرف التلعثم بأنه «اضطراب لا إرادي يتصف بسكتات مفاجئة داخل الكلمة، أو تكرار، أو إطالة، مما يؤدي إلى خللٍ في انسياب الكلام، وربما تظهر في حالات متقدمة سلوكيات أخرى كهز الرأس، وتشدد في الوجه والرقبة، وتكون علامات التوتر والضغط والإجهاد واضحة على الفرد».

ذكر الحربي أن المتلعثم يتصف بالحساسية الشديدة تجاه الآخرين، وأنه لا يحب الأسئلة التي تحتاج إلى حوار طويل، كما أنه يكره أن يوضع في مواقف كلامية صعبة أو أن يشترك في مواقف تفاعل اجتماعي، أو مواقف تنافسية، حيث يشعر بالتهديد لذاته، ويميل إلى الاستكانة والتأخر، ويطلب من الآخرين المبادرة.

أسباب ونظريات

نجد أن الدراسات العلمية تبيّن تعدُّد الآراء والنظريات التي فسرت التَّلعثُم، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا توجد نظرية واحدة تم الإجماع عليها من قبل الباحثين، فالنظرية التحليلية ترجعه للصراعات التي يتعرض لها الفرد، والنظرية السلوكية تفسره بأنه نتيجة لخبرات مكتسبة ومتعلمة من البيئة المحيطة، أيضا تعتمد على العامل العضوي كوجود خلل في السيطرة المخية أو اضطراب في التغذية السمعية المرتدة. أما بحسب النظرية التشخيصية فإنه يحدث نتيجة لمعاملة الوالدين للطفل. وقد يكون التَّلعثُم خبرةَ صراعٍ تنشأ بين رغبة المتلعثم في الكلام مقابل الرغبة في التجنب.

سلوكيات تجنبية

لا تخلو حياةُ المتلعثمِ من العزلة الاجتماعية وفتورِ علاقاتِه مع الآخرين. فالتَّلعثُم يدفع بصاحبه للقيام بسلوكيات تجنبية، تتمثل بتجنب المواقف الكلامية والأفراد خشية السخرية منه ونقده، فهو بذلك يؤدي بالشخص إلى أن يسلك على نحو غير تكيفي، ويعيق تنفيذ أنشطته الحياتية اليومية.

معالج النطق

أشار الحربي إلى طرق التخلص من التلعثم على الرغم من عدم وجود أدوية تثبت فعاليتها في العلاج ومن أهمها زيارة معالج النطق.

خطوات ينصح الوالدان باتباعها لمساعدة الطفل المتلعثم:

01 - عدم السخرية من طريقة كلام الطفل والابتعاد عن نقده.

02 - البحث عن الأسباب التي تسبب التوتر للطفل والقضاء عليها.

03 - استمع عن ماذا يريد أن يقول وليس عن كيف يتكلم.

04 - علق على صلب الموضوع الذي تحدث عنه وليس على طريقة الكلام.

05 - لا تسمح بمداخلة أحد أفراد العائلة ليصحح له.

06 - تعليم الطفل أن يتحدث على مهل.

07 - خفف الضغط على طفلك أثناء المحادثة.

08 - لا تحدق به بشكل ملفت أو غريب ولمساعدته أكثر لا تنظر بعيداً عنه.

09 - اسمح لطفلك أن يعبر عن نفسه ويرسل الفكرة كما يريد.

10 - اترك الفرصة لطفلك ليكون قائداً وعدم قيادته في كل عمل يعمله.