اتهمت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أنقرة، أمس، بأنّها رحّلت سوريين قسراً إلى بلدهم خلال الأشهر التي سبقت إطلاق عمليتها العسكرية في شمال شرقي سورية، وفي بيانين منفصلين، اتهمت المنظمتان تركيا بإجبار سوريين على توقيع وثائق تفيد بأنهم يريدون العودة "طوعا" إلى سورية، وذلك عبر "الخداع أو الإكراه".

تضليل سوريين

وقالت منظمة العفو، إنّ عناصر من الشرطة التركية ضللوا سوريين بالقول لهم، إنّ التوقيع على الوثيقة، المكتوبة باللغة التركية، وبالتالي لا يمكن لعديدين قراءتها، يعني أنّهم يعربون عن رغبتهم بالبقاء في تركيا أو لتأكيد "استلامهم بطانية"، وقالت الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية آنا شيا، إنّ عمليات العودة لا تعد حتى الآن آمنة وطوعية، مضيفة أنّ ملايين اللاجئين الآخرين من سورية عرضة للخطر الآن. كما دعت إلى وضع حد لإعادة الأشخاص قسرا، وأعلنت المنظمة أنّها وثّقت 20 حالة تم التحقق منها، ولكنّها رجحت أن يكون العدد "بالمئات خلال الأشهر القليلة الماضية"، بينما ذكرت هيومن رايتس ووتش - من جانبها - أنّها جمعت شهادات 14 سوريا أكدوا أنّهم رحّلوا بين يناير وسبتمبر إلى محافظة إدلب.

تعزيزات روسية

أرسلت موسكو ودمشق، أمس، تعزيزات عسكرية إضافية إلى مناطق في شمال شرقي سورية حدودية مع تركيا، وذلك غداة إعلان واشنطن إرسال قوات جديدة إلى مناطق سيطرة الأكراد لحماية حقول النفط، بينما أبرمت تركيا اتفاقا مع روسيا، حليفة النظام، سمح لهذه الأخيرة بدورها بنشر قوات في مناطق انسحب منها الأكراد، لكن وزارة الدفاع الأميركيّة أعلنت أنّها خطّطت لتعزيز وجودها العسكري في شمال شرقي سورية لحماية حقول النفط، وتقع أبرز حقول النفط في شمال شرقي وشرقي سورية (محافظتا دير الزور والحسكة)، وبالتالي ليست موجودة في المناطق ذاتها التي انسحب منها الأميركيون أو التي شهدت معارك بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة وقوات سورية الديموقراطية التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية أبرز مكوناتها.

مهام القوات الروسية

وأرسلت روسيا، إلى مناطق حدودية بين سورية وتركيا تعزيزات بنحو 300 عسكري إضافي كانوا منتشرين سابقاً في الشيشان، في إطار اتفاقها مع تركيا، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن نحو 300 عنصر من الشرطة العسكرية الروسية كانوا منتشرين سابقاً في جمهورية الشيشان وصلوا إلى سورية للقيام بعمليات خاصة، وضمان سلامة المدنيين وتقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب مما تسميه أنقرة "المنطقة الآمنة" الممتدة بعمق 30 كيلومترا وطول 440 كيلومترا على الحدود التركية - السورية، وكتب الباحث في معهد الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس على موقع "تويتر"، "أظن أن قيادة قوات سورية الديموقراطية قررت أنه من الأفضل أن تبقى في فريق الولايات المتحدة على أن تركع للأسد عبر روسيا"، لكن يبقى السؤال بالنسبة إليه "ما الذي سيحصل للمنطقة الحدودية؟".

عشرات الآليات

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بدخول قافلة جديدة لقوات النظام مؤلفة من عشرات الآليات إلى منطقة كوباني وانتشارها قرب الحدود، مشيرا إلى اشتباكات مستمرة منذ الخميس قرب تل تمر بين الفصائل الموالية لأنقرة من جهة وقوات سورية الديموقراطية والجيش السوري من جهة ثانية، وأسفرت عن مقتل ثمانية مقاتلين موالين لأنقرة وثلاثة عناصر من قوات سورية الديموقراطية وجندي سوري.

اعتقال مظلوم

من جهة أخرى، طالبت الحكومة التركية، أمس، الولايات المتحدة باعتقال قائد قوات سورية الديمقراطية "قسد" وأن تسلمه لأنقرة حال دخوله الأراضي الأميركية.

وقال وزير العدل التركي عبدالحميد جول، إن مظلوم عبدي، القائد العام لـ"قسد" التي يقودها الأكراد، إرهابي مطلوب لدى المنظمة الدولية للشرطة إنتربول بإشعار أحمر.

مهام القوة العسكرية الروسية شمالي سورية

- تنفيذ عمليات خاصة في شمالي سورية

- ضمان سلامة المدنيين في المناطق الكردية

- تقديم المساعدة للقوات الكردية في عمليات الانسحاب