في فيلم أميركي لـ«سلفستر ستالون»، كان يتحدث عن قصة من الخيال العلمي، توضح لنا كيف أن العالم سيُحكم بحكم واحد لو تخلّينا عن المشاعر والأحاسيس، وأصبح الإنسان يعمل كالآلة بلا خطأ، ومراقَبا في كل تفاصيل حياته. الرقابة ملاصقة لـ«ابن آدم» أينما وحينما وكيفما حل وارتحل، وتراقب كلماته مع الناس، وتستطيع التفريق بين الـ«خوش حتشي» والكلمات التي «مو خوش». وبناء على كل كلمة بذيئة تصدر من «ابن آدم» يخرج له من الجدار إيصال بمبلغ المخالفة التي يجب عليه دفعها «جزاء ونكالا» به. المهم في قصة الفيلم، أن هناك فئة من البشر تعيش تحت الأرض بشكل بشع، لأنها لم تتقيد بتعليمات هذا العالم المحكوم بقانون واحد، ووصل بهم الحال إلى هذا المنفى، نظرا لتجاوزهم قدرا محددا من المخالفات، فتم نفيهم وعزلهم عن حياة «الناس المؤدبة».

بعد فترة طويلة من أحداث هذا الفيلم المتشعبة، قرر بعض «المؤدبين الملائكيين» أن يبقوا «بشرا»، ويغلطوا عمدا وغير عمد، حتى يعيشوا حياتهم السابقة، ورغم أن أغلاطهم كانت تعدّ من الطبقة المتوسطة، إلا أنه مع مرور الوقت وكثرة المخالفات وتعود لسانهم، تم نفيهم تحت الأرض مع «عديمي الأدب».

السؤال هنا: لو تخيّلنا أن حياتنا أصبحت بهذا النظام الموحد لـ«مخالفات ساهر على سوء الأدب والأخلاق»، فكيف سنتعامل مع بعضنا؟! ألسنا نعلم أن هناك ملائكة تسجل لنا وعلينا كل حسنة ليضاعفها الله لنا، وكل سيئة لنحاسب بمثلها، بنظام أدق من نظام «سلفستر ستالون» هذا، فلماذا لا نلتزم بالأدب والأخلاق الحميدة كما كنا سنلتزم بها لو أننا في بيئة هذا الفيلم؟!

ألسنا نعلم أن الأخلاق السيئة والألفاظ غير المؤدبة -بعيدا عن كونها حراما أو حلالا- فهي من الطاقات السلبية التي تجعل التفكير وطريقة العيش تتحول إلى المسار السلبي يوما بعد يوم، حتى تنتقل هذه الحياة السلبية إلى من حولنا من أطفال وأجيال ناشئة؟

نظرة للسماء: هل تعاملت يوما مع مدمن المخدرات أو الخمور، أو حتى مدمن الإباحية بأي شكل من أشكالها، ووجدت أيّا منهم مؤدبا في قوله ويتعامل بأخلاق رفيعة؟

بناء على ما تجده عندهم من أخلاق، تستطيع أن تحدد مسار حياتك، والنشء الذي ستنشئه «مؤدب وغير مؤدب»، لأن فائدة ذلك لنا في حياتنا الدنيا.