في عام 2016 بدأت الكتابة في هذه الجريدة الموقرة (الوطن السعودية) بعد كتابتي لربع قرن في عدة صحف ومجلات محلية ودولية، وتوقفت نهاية العام بعد 43 مقالا أسبوعيا لظروف خاصة سأكشف عنها في وقت مناسب.

وبعد ثلاثة أعوام من الصيام عن الكتابة استأنفت فيها مجددا هذا العام 2019، وذلك من بعد عيد فطر 1440، وقد أنهيت بالأمس نشر 100 مقال يومي خلال خمسة أشهر بعشرين أسبوعا مليئة بالأحداث المهمة وردود الأفعال النافعة للبلاد والعباد مهما كانت شاقة ومؤذية للكاتب، حيث إن كل مقال كان في حكم «غزوة» فكرية وإصلاحية.

ويعلم الله أن ما كتبته وسأكتبه هو اجتهاد وجهاد في سبيل الله، واحتساب للخالق، وتضحية من أجل مصلحة المخلوق، ولو حسبنا مصالح الدنيا التي تفوت، ومفاسدها التي تقع علينا بسبب ما نكتبه لأحجمنا عن الكتابة، ولكن معاذ الله أن نقدم مصالحنا على المصالح العامة.

فكم كتبنا خلال ثلاثة عقود، خصوصا في العقد الأخير، وتحملنا الفهم المغلوط وسوء الظن الناتج عن تقليدية وتشدد وأدلجة، من أجل مصلحة الراعي والرعية، ولو رجعنا لما كتبناه خلال هذا العقد لوجدنا غالب ما قلناه ونصحنا بشأنه قد وقع، ولكننا لا نستفيد من الدروس وسنن الله الكونية بإدراك الحقيقة والسنن الشرعية.

وهذا البنان لم ييأس في زمن الغلو، فكيف بزمن العزم والحزم على التجديد والوسطية والتسامح والتنمية.