يفتح مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في عملية أميركية، الأحد الماضي، الباب أمام تساؤلات حول هوية من سيخلفه على رأس التنظيم، لكن لائحة المرشحين تبدو محدودة، وفق ما يؤكد خبراء. وقد تفسح عملية اختيار خلف للبغدادي المجال أمام انشقاقات في صفوف التنظيم، وفق خبراء، لكن في الوقت نفسه يرى خبراء آخرون أن غياب القائد من شأنه أن يعزز موقع التنظيم الذي يتمتع بهيكلية إدارية قوية، وأعلنت قوات سورية الديموقراطية، الأحد، أيضا مقتل المتحدث باسم داعش في شمال سورية أبوحسن المهاجر. ومن شأن ذلك أن يحدّ أكثر من الخيارات المتاحة أمام التنظيم لاختيار «خليفة» جديد بعد مقتل زعيمه.

3 مرشحون

لم تذكر الحسابات التابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفاة البغدادي أو أسماء خلفاء محتملين له. ويبرز اسم مرشحين للحلول مكان البغدادي، وهما «أبوعثمان التونسي وأبوصالح الجزراوي»، الملقب بالحاج عبدالله، وفق ما يقول الخبير العراقي المتخصص بتنظيم داعش هشام الهاشمي، وعبدالله قرداش وهو تركماني الأصل ومن أشرس قادة التنظيم إذ تولى سابقا منصب وزير التفخيخ والانتحاريين، ويرأس أبوعثمان، التونسي الجنسية، مجلس شورى تنظيم داعش وهو مجلس استشاري في التنظيم مسؤول عن سنّ التشريعات فيه، وفق الهاشمي. أما أبوصالح الجزراوي فيرأس ما يُعرف بالهيئة التنفيذية في التنظيم، لكن الخبير يؤكد أن الخيارين مثيران للجدل لأن الرجلين ليسا من التابعية العراقية أو السورية اللتين يشكّل المتحدرون منهما الغالبية من المنضمين للتنظيم، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى «انشقاقات». واعتبر أيضا الأكاديمي والخبير في شؤون الجهاديين أيمن جواد التميمي أن الحاج عبدالله يعدّ مرشحا محتملا لخلافة البغدادي.

عميل كبير داخل التنظيم

ذكرت معلومات نقلا عن مصدرين أمنيين عراقيين، أن فرق المخابرات العراقية حققت، خلال مطاردتها الطويلة لزعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي، انفراجة في فبراير 2018 بعد أن وجدوا عميلا كبيرا داخل التنظيم وهو أحد كبار مساعدي البغدادي، الذي قدم معلومات عن كيفية إفلاته من القبض عليه لسنوات عديدة، وقال إسماعيل العيثاوي للمسؤولين بعد أن اعتقلته السلطات التركية وسلمته للعراقيين، إن البغدادي كان يجري أحيانا محادثات استراتيجية مع قادته داخل حافلات صغيرة محملة بالخضروات لتجنب اكتشافها، وقال أحد مسؤولي الأمن العراقيين: «قدم العيثاوي معلومات ساعدت فريق الوكالات الأمنية في العراق على إكمال الأجزاء المفقودة من أحجية تحركات البغدادي والأماكن التي كان يختبئ فيها».

نفس مصير جثة ابن لادن

كشف مسؤول أميركي، أمس، عن المصير المحتمل لبقايا جثة زعيم داعش، وتوقع مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، روبرت أوبراين، اتباع الولايات الأميركية مع جثة زعيم البغدادي نفس البروتوكول الذي اتبعته مع جثة أسامة بن لادن، برميها في البحر. وقال أوبراين في برنامج «لقاء مع الصحافة»، على شبكة «سي.بي.سي»، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات الأميركية ستتبع نفس البروتوكول الذي استعملته مع جثة ابن لادن، «أتوقع أن يكون الأمر كذلك».

السعودية تثمن مقتل البغدادي

صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن حكومة المملكة العربية السعودية تابعت إعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب عن نجاح جهود ملاحقة قائد تنظيم «داعش» الإرهابي أبوبكر البغدادي والقضاء عليه، وأضاف المصدر أن حكومة المملكة تثمن جهود الإدارة الأميركية الكبيرة في ملاحقة أعضاء هذا التنظيم الإرهابي الخطير الذي عمل على تشويه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين حول العالم وارتكاب فظائع وجرائم تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية في العديد من الدول ومن بينها المملكة، وأكد المصدر أن حكومة المملكة مستمرة في جهودها الحثيثة مع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه والتصدي لفكره الإجرامي الخطير.