سيناريو السقوط الهلالي يتواصل بشكل مخيف بعد دخوله الاختبارات الصعبة، والأكيد أن الفرقة الهلالية مقبلة على منعطف خطر إذا ما تداركت الإدارة الأخطاء التي يرتكبها المدرب وإصراره على إشراك بعض العناصر والتي أثبتت عدم قدرتها على إضافة لمسة إيجابية، وما أرمي له المدافع البليهي والذي يؤكد مع مطلع كل مواجهة إفلاسه عطفا على الأخطاء البدائية التي يرتكبها، علاوة على سوء التنظيم الدفاعي للفريق، ولا يمكن التغافل عن الثلاثي الفرج والعابد وسالم، حيث أثبت هذا المثلث أن ليس بمقدوره إحداث الفارق في المواجهات القوية التي تحتاج للاعب ينهض بالعطاء ويقدم مستوى يفوق التطلعات، خاصة إذا كان يملك الموهبة والخبرة، غير أن سالم يتفنن في قتل الهجمات وإضاعة الفرص بطريقة غريبة، في حين أن الفرج لم تتغير أحواله، وتحديدا في التمرير الخاطئ الذي يتسبب على فريقه، في ارتداد هجمات مضادة، وفقدانه الروح الوثابة، أما العابد فهو يكتب حاليا آخر أوراق رحلته الكروية، وربما أنه أصبح في الآونة الأخيرة مبدعا في التصوير أكثر مما يرسمه داخل الميدان. على صعيد الأجانب فالبيروفي كارليو يظهر مرة ويختفي مرات في وقت ينتظر منه عشاق الفريق بذل المزيد، لكن سرحانه وبروده يفوق ما يقدمه داخل الملعب، ولم يحدث أي إيجابيات في الفرقة الزرقاء، بدليل أرقامه الضعيفة، وفي المقابل يرسم المدافع الكوري عطاء تصاعديا، وبات الأبرز بروحه العالية وتوقيته السليم في تخليص الكرات، ويتحمل تبعات الأخطاء التي يحدثها زملاؤه، وأعتقد جازما لو لعب بجواره جحفلي لربما قدم أداء يفوق ما يرسمه البليهي والحافظ. أعود إلى مستقبل الهلال الذي ينتظره عشاقه في النهائي الآسيوي الذي سيجمعه بغريمه أوراوا الياباني، والذي سبق أن خطف اللقب من الهلال قبل عامين، وأخشى أن يتكرر المشهد إذا لم يتم رتق الإشكالات الفنية التي تحدث في جدار الفريق، وتحديدا التنظيم الدفاعي والبطء في البناء الهجومي، فمثل تلك المواجهات لا تحتمل الأخطاء إنما تحتاج إلى يقظة وحرص على عدم استقبال أهداف، ومحاولة خطف هدف لتكون بطلا، والأمر لا يحتاج إلى تدفق هجومي متواصل، لأن ذلك مدعاة لإرهاق الفريق وتعرضه للاستنزاف، الهلال في مفترق طريق صعب والإشارات الحمراء تتجلى في معالمه، فخلال أقل من أسبوع استقبلت شباكه ستة أهداف، والغريب أنه يتقدم بالنتيجة ثم تنعكس الأمور سلبية، وهذا جانب يتطلب مساءلة المدرب عن الأسباب، وبالذات التغيرات غير الإيجابية التي يحدثها، فهل يسارع الهلاليون في علاج إخفاقاتهم الفنية قبل موقعة أوراوا صعب المراس والقادر على كسب النتائج. وفي مثل هذه الظروف يتطلب تجلي هلال آخر في أهم محطة للفريق قبل وداعية آسيا بثوبها الحالي، ويسجل في سجله البطولة السابعة التي استعصت أكثر من عقدين خلت.